هل يجوز فصل الدين عن الحياة

هل يجوز فصل الدين عن الحياة والسياسية ؟ الكثير من الأسئلة تدور حول فصل الدين عن الدولة ما هو حكمه ؟ ومت هي سلبياته ؟ وهل يعد فصل الدين عن الدولة والسياسة هو العلمانية ؟ ذلك المفهوم الذي يرى غير المسلمين أنه مفهوم يؤرق المسلمين أينما كانوا، دائمًا يعتقدون أن المسلمين يكيلون بأكثر من مكيال فإن كانت العلمانية في صالحهم عندما يكونوا أقليات فهي حلال وعندما يكون المسلمون هم الغالبية العظمى في الدولة فإنهم يُحَرِمُون العلمانية، ذلك الفكر ما هو إلا كلام يقال لبيان سوء المسلمين في أي مكان فنجد الكثير من الكُتَّاب يفكرون بتلك الطريقة، لذا سيكون حوارنا اليوم عن فصل الدين عن الحياة السياسية والدولة من خلال موقع الميدان نيوز.

هل يجوز فصل الدين عن الحياة

فصل الدين عن الحياة أم عن السياسة كلها أمور لابد من فهمها وهل يوجد فرق بين الفصل بين الدين والحياة والفصل بين الدين والسياسة أو الدولة، هيا بنا لنتعرف علي كل ذلك.

  • هل يجوز فصل الدين عن الحياة؟
    • لا يجوز فصل الدين عن الحياة بكافة نواحيها فلا يجوز فصل الدين عن الدول وعن السياسة والاكتفاء بممارسة الدين في المسجد فقط.
  • (لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة) الشريعة الإسلامية تقدم لنا بكل الأساليب السياسية القائمة على أسس تتوافق مع الدين فلا يجب التفرقة بين الدين والسياسة ويظهر ذلك في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم.
  • فصل الدين عن الحياة فكرة تكاد تكون هي المسيطرة على العالم اليوم فالكل يعيش الحياة اليومية مع اختفاء الدين، فالجميع يعتقد أن الحياة لا يمكن أن تعاش إن كان الدين يطبق كما أنزل على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
  • مظاهر فصل الدين عن الحياة وعن السياسة منتشرة جدًا تكاد تكون الأكثر وضوحًا في حياتنا اليومية فنجد:
    • منع إقامة الأحزاب على أساس ديني.
    • منع دخول أهل الدين في المجالس النيابية باختلافها وحتى يمنعون من دخول الانتخابات.

ما يعني فصل الدين عن الحياة

من الوهلة الأولى يعتقد قارئ العنوان أن المقصود هو فصل الدين عن السياسة والدولة ولكن هناك الكثير من الأحاديث عن العلمانية وفكرها فسيكون حديثنا مختلف تمامًا حيث نتناول ابتعادنا كمسلمين عن تنفيذ أوامر الله ورسوله في حياتنا.

  • اختفاء الدين من حياتنا ناتج عن عدم الفهم الصحيح للإسلام فأكثر المسلمين لم يأخذوا من الإسلام سوى الشعائر التعبدية والتي تكون بينهم وبين الله مع وجود قصور كبير بها أيضًا.
  • يظهر بشدة في الحياة اليومية كم أننا نختار من الدين التفاصيل التي تناسبنا ونترك غيرها فنصلي ونصوم لكننا لا نقرأ القرآن ونكذب فهل ذلك جائز ؟ بالتأكيد لا فالمسلم الحق هو من يلتزم بكل أمور الدين ويطبقها في الحياة.
  • من أبرز الأمثلة الواضحة على ذلك مناقشة هل الحجاب فريضة أم سنة ونجد مسلمات يتكبدن العناء في تأكيد فكرة أنه ليس فرض بالرغم من أنها تصوم وتصلي وتحج، وهي بذلك تعتقد أن الإسلام مقتصر على ما تفعله فقط.
  • من أبرز الأحاديث لاتي ترد على كل من ينادي بفصل الدين عن الحياة هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    • أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ.
  • الحديث الشريف يوضح لنا أن المفلس هو من يقوم بعبادات ويترك عبادات فيقوم تأدية الصلاة ولكنه يضيع الحسنات التي أخذها من الصلاة عندما يذم الناس ويكذبون والكثير من الأفعال التي تضيع بسببها الحسنات.
  • يتم التعامل مع علماء الدين على المكان الوحيد الخاص بهم هو المسجد وأنهم لا يعلمون شيئًا عن تفاصيل الحياة السياسية، فما علاقتهم بالعلوم والتقنيات الحديثة والاقتصاد! وكأنهم لا يعلمون شيئًا آخر غير الدين.

سلبيات فصل الدين عن الدولة

فصل الدين عن الحياة وعن السياسة لها الكثير من السلبيات الواضحة بكثرة فنجد له سلبيات فكرية واجتماعية ومادية، السلبيات يمكن توقعها بمجرد النظر على حال المجتمع وكيف أصبح الشباب يفكرون وماذا حققوا في حياتهم.

  • الابتعاد عن دور العبادة والدين بشكل عام فأصبح الجميع يسعى للحصول على المال فقط فلا يهمنا من الدين إلا كيفية الصوم والصلاة والشعائر باختلافها فقط، وترك كافة الأمور الأخرى.
  • انتشار الجرائم بشكل مبالغ فيه فبالرغم من وجود العقاب إلا أن المجرم يمكنه التخلص من العقوبة بكل سهولة فنجده يكذب ليبرأ نفسه ويصبح حرًا طليقًا.
  • انتشار مظاهر التفكك الأسرى في الدول فنجد أفراد الأسرة لا يلتقون إلا في المناسبات ويظهر ذلك بشكل واضح في دول الغرب.
  • الدول التي تطبق العلمانية ولا تجرم ما يحرمه الدين ينتشر فيها الزنا وضياع الأنساب وزيادة معدل الانتحار:
    • أغنى الدول كالدنمارك وسويسرا يوجد بها أعلى نسب انتحار بالعالم.
  • تفشي الربا وهو ما يحرمه الدين وسيطرة البعض على السوق فنجد المجتمع ينقسم إلى طبقة من الأغنياء وطبقة من الفقراء المعدمين فلا نجد الطبقة المتوسطة ولا يقبل الأغنياء على مساعدة الفقراء.
  • تشتت الأفكار ويظهر في الدول الإسلامية فهم يرغبون في الهرب من الدين ويحاولون محاكاة دول الغرب لما يرونه من إبهار كاذب وحياة تملؤها الحرية الكاذبة.
  • الفساد السياسي والاقتصادي فالكل يفكر في مصالحه الشخصية دون مراعاة الحق والابتعاد عن الباطل.
  • تفكك الدولة فالدول لا تسير على لنهج السياسي الصحيح بالرغم من وجود كل تفاصيل السياسة في الشريعة الإسلامية إلا أنهم يبتعدون عنها اعتقادًا منهم أنها تعاليم واهية وغير صالحة للوقت الحالي، وذلك الفكر خاطئ فهي تناسب جميع الأزمان كما هو حال الدين يناسب الجميع في كل مكان وزمان.
  • انتشار الجهل والمناداة بالحرية التي تنافي طبيعة الإنسان فنجد المناداة بحقوق الشواذ وعدم قيام الإنسان بواجباته تجاه أهله وأسرته والكثير من الأمور التي نراها يوميًا.

مبادئ العلمانية الخمسة عشر

يعتمد الفكر العلماني والدول التي تطبقه كنظام للدولة على بعض المبادئ ومن أهم وأبرز المبادئ التي تدعو إليها العلمانية:

  • فصل الدين عن السياسية وفصل السياسة عن الدين والاعتماد في الحياة على الأساس المادي وهو المبدأ الأساسي من مبادئ العلمانية.
  • الاعتماد في الحكم والسياسة على مبدأ الميكيافيلية والذي يمكن تلخيصه في الغاية تبرر الوسيلة فهو يعتمد على المكر والخديعة لتحقيق الكفاءة السياسية.
  • الاعتماد على العلوم التجريبية القائمة على الشك وتدعو للبعد عن الغيبيات وبالتالي ترفض الوحي والاعتقاد بأن الله هو المتصرف في شئون العباد.
  • تطبيق مبدأ المنفعة البرجماتية وهو عبارة عن مبدأ اجتماعي حيث يتم قبول السلوكيات أو رفضها وفقًا لتحقيق المنفعة للفرد والمجتمع.
  • الطعن في الدين الإسلامي ومبادئه وبالتالي تطعن في القرآن والسنة فنجدهم لا يرغبون إلا في التطبيق مبادئ الدين سوى داخل المساجد ودور العبادة.
  • الاعتقاد بأن الشريعة الإسلامية لا تناسب العصر الحديث.
  • الاعتقاد بأن الإسلام يدعو إلى التخلف ولا يدعو إلى التطور والتقدم وأنه لا يناسب الحضارة.
  • حرية الاعتقاد الديني فمن حق الجميع إظهار دينه وإقامة الشعائر بالطريقة التي تناسبه.
  • عدم معاداة العلمانية لأي دين أو عقيدة ولكن ذلك يتم تطبيقه بطريقة مختلفة حيث يتم تطبيق ذلك بما يتوافق مع المصالح العامة.

وبعد أن تعرفنا على إجابة هل يجوز فصل الدين عن الحياة ؟ نكون قد وقلنا إلى ختام مقالنا والذي تناولنا من خلاله العلمانية بطريقة مختلفة ومظاهرها في الحياة والسلبيات التي تعود على المجتمع عند تطبيق العلمانية كل ذلك وأكثر من خلال موقع الالميدان نيوز العربية الشاملة.

المراجع

  • 1.
  • 2.
‫0 تعليق

اترك تعليقاً