من هو النبي الذي دفن في الجزائر

من هو النبي الذي دفن في الجزائر

من هو النبي الذي دفن في الجزائر ؟ فقد أنزل الله تعالة الديانات السماوية لتكون هدايةً للبشر على الأرض، كما اصطفى الرُسل والأنبياء وخصّ كل منهم برسالته الإلهية ليكون خير مرشد وهداية للبشر إلى طريق الحق والنور، وكان لكل قوم نبي لهدايتهم، إلى أن جاء خاتم الرُسل والأنبياء محمد بن عبد الله ـ صلة الله عليه وسلم ـ ليكون هدى للبشر أجمعين برسالة الإسلام خير الأديان.

وإن نبي الله الذي يوجد قبره في الجزائر هو يوسع بن نون ـ عليه السلام ـ والذي يُعرف في اللغة العبرية لاسم (يهوشوع)، وقد جاء ذكر اسمه في العصر السابق ضمن سفر يشوع وكذلك في كتابة التوراة، وقد تواجد يوسع بن نون ـ عليه السلام ـ في الفترة ما بين القرن الثالث عشر والقرن الثاني عشر قبل الميلاد، وتم ذكر أن مكان مولده كان في منطقة غوشان عند بني إسرائلي في العديد من المصادر التاريخية.

من هو النبي يوشع بن نون

هو يوشع بن نون بن أفراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، وقيل أنه يوشع بن نون من نسل سيدنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم السلام ـ وتُشير التوراة إلى إنه بن عم النبي هود ـ عليه السلام ـ وكانوا جميعاً من أنبياء بني إسرائيل، وهناك العديد من الأحاديث التي أشارت إلى ولادته في عام 468 قبل الميلاد لبني إسرائيل، وقد عاش حتى العام 58 قبل الميلاد.

ووردت العديد من الأقاويل حول دفن جثمانه في دولة الجزائر، كما يوجد له أكثر من مقام في مختلف الدول العربية فهناك ضريح له في مدينة بغداد بالعراق، كما أن هناك ضريح آخر في الجهة الغربية من المملكة الأردنية الهاشمية عند أطراف السلط، كما ذُكر أنه كان من طلاب السيد المسيح ـ عليه السلام ـ

نسب نبي الله يوشع

يوشع بن نون بن أفراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وقيل في التواره إلى نسبه وقرابته مع بني الله هود ـ عليه السلام ـ ويُذكر أنه يوشع بن نون هو أول من قام بفتح القدس لبني إسرائيل بعدما تاهوا في الصحراء بأمر الله لمدة أربعين عاماً كعقاب لهم لرفضهم الدخول إلى المدينة المقدسة (القدس) وفتحها في زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ وأخيه هارون ـ عليه السلام ـ.

وقد كان يوشع من تلاميذ نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ وقد جاء ذكره في القرآن الكريم بسورة البقرة في قصة سيدنا موسى مع الخضر، والخضر هو الرجل الصالح الذي أرسله الله ـ عز وجل ـ ليُعلم موسى ما خفى عنه، وكان يوشع بن نون وقتها هو ذاك الفتي الذي يقضى لموسى حاجاته، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:

( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فلما جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ).

أعمال النبي يوشع بن نون في الديانة اليهودية

كان من أبرز أعمال نبي الله يوشع بن نون ـ عليه السلام ـ هو قيامه بأخذ قوم بني إسرائيل من منطقة التيه في الصحراء والذهاب بهم إلى بيت المقدس (أورشليم)، وقد كان هذا الأمر بعد العديد من المعارك الشديدة إلا أنهم قد كان لهم النصر، وقد كان هذا الأمر في يوم الجمعة وقت العصر، وكان خوف يوشع بن نون الأكبر هو استمرار القتال إلى يوم السبت، وهو اليوم الذي حرّم الله تعالى فيه العمل لأهل الديانة اليهودية، لذا سوف تتوقف كافة المعارك والعمل، فقام بالدعاء والتضرع لله بألا يحين وقت مغيب الشمس إلا عند انتصارهم وذلك ما استجاب الله ـ عز وجل ـ له ليأذن لهم بالنصر في هذه المعركة.

نبي الله يوشع وبني إسرائيل

تولى نبي الله يوشع حُكم وقيادة بني إسرائيل بعدما توفي نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ ليكون هو الحاكم خلال فترة احتلال جميع بقاع كنعان، وقد استمر في الحكم لقرابة الأربعين عاماً، وخلال وجوده في مؤاب قام بتجهيز جيش كبير للقتال مع تجهيز قوة كبيرة في هذه المنطقة، كما تمكن يوشع من قطع نهر الأردن لتقوم هناك ثلاثة حروب، حدثت الأولى منهم في منطقة الشمال، بينما حدثت الثانية في منطقة الوسط، وقامت الثالثة في الجنوب وقد كان النصر حليفهم في المعارك الثلاثة، وبعدما قام بوضع تقسيماته للأرض وتوزيعها على جميع بني إسرائيل، وقد تقدم في العمر ليتوفاه الله عن عمر 7 عام في منطقة كنعان وقيل أنه دُفن في الجزائر.

فتح يوشع لبيت المقدس

دخل بني إسرائيل إلى أرض فلسطين للمرة الأولى بعد خروجهم من فترة التيه في الصحراء على يد بني الله يوشع بن نون ـ عليه السلام ـ فقد كان قائداً لجنود بني إسرائيل، وقد ذكرت العديد من المصادر التاريخية أنه قد قطع ببني إسرائيل نهر الأردن وانتهى بهم المسير في أريحا، والتي كانت من أحصن المدن وأشدها حمايةً وأعلاها قصوراً وأكثرها شعباً فحاصروها لمدة ستة شهور متواصلة.

وقد جاء في التوراه إلى أنهم أحاطوا بالقدس يوما مع ضربها بالقرون أي الأبواق ليقوموا بالتكبير تكبيرة رجل واحد لينهدم سورها على الفور ليدخلوها ويستولوا على ما يها من غنام، وقد قتلوا فيها اثني عشر ألفاً من الرجال والنساء، كما حاربوا العديد من الملوك وذلك وفق ما ذكره ابن كثير في كتابه.

وقيّل أن يوشع بن نون ـ عليه السلام ـ قد حارب واحد وثلاثين ملكاً من ملوك الشام، وعندما حان وقت المعركة الأخيرة التي بدأت يوم الجمعة، وأوشك اليهود على تحقيق الانتصار إلا أن الشمس كانت قد قاربت على المغيب، وكان حينها الله تعالى قد حرّم على اليهود العمل يوم السبت، فخاف يوشع ألا يتمكن من استكمال القتال وتحقيق النصر، فنظر إلى الشمس وقال لها (أنك مأمورة، وأنا مأمور، فالهم أحبسها).

فإذا بالله تعالى يأمر الشمس بأن تتوقف عن المغيب حتى تمكن يوشع بن نون من فتح بيت المقدس، وقد قال النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك “ما حُبِسَتِ الشمسُ على بَشَرٍ قطُّ ، إلَّا على يُوشَعَ بنِ نُونَ لَيالِي، سارَ إلى بَيتِ المَقْدِسِ”.

دخول بني إسرائيل إلى بيت المقدس

ذُكر في القرآن الكريم أنه عندما ما إن دخل يوشع بن نون ـ عليه السلام ـ إلى باب القرية التي أُعتقد أنها بيت المقدس حتى أمر الله اليهود بأن يدخلوا إليها سُجداً أي في حالة من التواضع والشكر لله ـ عز وجل ـ على ما منّ عليهم به من فتح عظيم والذي كان سبحانه قد وعدهم به قبلاً، وأن يقولوا حال دخولهم إليها خطة، أي حطّ عنا خطايانا السابقة، إلا أنهم قد خالفوا ما اؤمروا به قولاً وفعلاً، وذلك ما جاء ذكره في قول الله تعالى:

“وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”.

معاقبة الله لبني إسرائيل

جاء في قول الله تعالى : “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”، أنه قد عاقب بني إسرائل على مخالفتهم لما اؤمروا به قولاً وفعلاً، فأرسل الله عليهم الرجز وهو مرض الطاعون، وقد ثبت في الصحيحين أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد قال: ” إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم”.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً