هل عذب الله أصحاب لئيكة بسبب تكذيبهم لنبيهم شعيب بريح باردة شديدة
- ج/ الإجابة خاطئة، فلم يكن عذاب الله لأصحاب الأيكة برياح باردة شديدة، بل كان عذاب الله لأصحاب الأيكة أنه أرسل عليهم حراً شديداً، استمر لمدة زمنية تقدر بسبعة أيام، فلم يستطيعوا أن يرووا عطشهم بأي وسيلة حتى اضطروا إلى الخروج من بيوتهم من شدة الحر، واحتموا بالصحراء حتى وجدوا سحابة، فظن أصحاب الأيكة أنها سوف تقيهم من الحر، ولكنها كانت تصب عليهم الحرارة أكثر، ثم جاءت بعد ذلك الصيحة، وكانت تلك نهاية أصحاب الأيكة.
- أرسل الله -سبحانه وتعالى- الكثير من الأنبياء والرسل لهداية البشر، حتى يبتعدوا عن عبادة الأصنام والأوثان، ويعبدوا الله -سبحانه وتعالى- وحده وكانت النتيجة البعض يؤمن والبعض يكفر بوجود الله، فيسلط الله عليهم عذاباً بسبب تكذيبهم للرسل والأنبياء، فقد كانت هناك قصة أصحاب الأيكة الذين كذبوا سيدنا شعيب، فسلط الله عليهم عذابا شديداً، وقد تم ذكر هذا العذاب في القرآن الكريم حيث قال الله -سبحانه وتعالى-:
- (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (89) [الشعراء: آية 89]
- (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)) [هود: آية 94].
- يتم إطلاق اسم آخر على أصحاب الأيكة وهو قوم مدين وهي قبيلة تقع في شمال غرب الجزيرة العربية، فهي مدينة تقع بالقرب من بحر قلزم وهو الذي يطلق عليه اسم البحر الأحمر الآن وهي تقع بمحاذاة مدينة تبوك، لمن لا يعلم ماهية عمل أهل مدين، فكانوا رعاة غنم وتجارا أيضا، فكانوا يقومون بالغش في الأوزان، ويقومون بعبادة شجرة الأيك، ومن هنا تم تسميتهم بأصحاب الأيكة بسبب تلك الشجرة.
- وقد ذكر في القرآن الكريم أنه قد تم بعث سيدنا شعيباً إليهم حتى يقوم بدعوتهم إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى- وترك عبادة شجرة الأيكة وأن يقوموا بالعدل في الميزان.
- ثم ذكر أهل مدين مرة أخرى في القرآن الكريم حيث قد ذهب إليهم سيدنا موسى بعد فراره من بطش فرعون.
اصحاب الأيكة في التوراة والقرآن
قد ذكر اسم أهل مدين في كلا من التوراة والقرآن الكريم وسوف نتكلم خلال الفقرات الآتية عن مواقع ذكرهم والتي تتمثل في الآتي:
- فقد سبق، وتم ذكر اسم أهل مدين في التوراة حيث مدين هو ابن سيدنا إبراهيم -عليه السلام-فهو يحتل المركز الرابع في ترتيب أولاد النبي إبراهيم، وكانت والدته هي زوجة النبي إبراهيم الثانية والتي تدعى قطورة، فقد تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى سارة، وله عدة إخوة آخرين وهم زمران، ويقشان يشباق وشوحا.
- وذكروا في موضع ثاني في التوراة حيث قد ذهب إليهم سيدنا موسى، وتزوج بنت من بناتهم، وبقي عند أهل مدين لفترة طويلة تصل إلى أربعين سنة.
- ثم ذكر في القرآن الكريم أن قوماً مديناً كانوا متواجدين بالقرب من قوم ثمود وأن الله -سبحانه وتعالى- بعث سيدنا شعيب إليهم حتى يقوم بدعوتهم إلى ترك عبادة شجر الأيكة وأن يقوموا بعبادة الله -سبحانه وتعالى- وذكر أيضا أنه قام سيدنا موسى بزواج من إحدى بناتهم حيث جاء موضع اهل مدين في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا) [هود: آية 84،85]
نهاية اصحاب الأيكة
- كان يشتهر عن اهل مدين أنهم يقومون بالغش في الميزان،ويقومون بعبادة شجر الأيكة وهي شجرة كبيرة تلتف على بعضها البعض، ولذلك قام الله -سبحانه وتعالى- بإرسال سيدنا شعيباً إليهم، وذلك لدعوتهم لترك عبادة شجرة الأيك والقيام بترك الغش في التجارة حيث كانوا يقومون بالكثير من الحيل على الناس حتى يبخسون في حقهم، ولكن لم يستمع إليه اهل مدين، وقاموا بالسخرية منه ووصفوه بالضعيف، وذلك لأن سيدنا شعيب كان ضريرا، ولكنه كان يمتاز بقدرته على الخطابة حيث كان لسانه بليغاً في المخاطبة والحوار.
- وحذرهم سيدنا شعيب من عقاب الله -سبحانه-، وتعالى لهم إذا لم يستجيبوا إلى دعوته، وذكر لهم نهاية الأقوام السابقة مثل قوم ثمود وصالح وسيدنا لوط ولكنهم لم يستجيبوا أيضا، فأرسل الله عليهم عذاباً شديدا حيث سلط عليهم الحرارة الشديدة لفترة تقدر بسبعة أيام، فبم يستطيعون الاحتماء من شدة الحرارة بالأكل أو الشرب، فاحتموا في الصحراء ثم أرسل الله إليهم سحابة كبيرة، فاجتمعوا تحتها ظنا منهم أنها سوف تحميهم من شدة الحرارة، ولكنها كانت تسقط عليهم شررا أكثر، ثم أرسل الله عليهم الصيحة، فهلك قوم مدين بسبب تلك العلامات،ولكن نجي منهم سيدنا شعيب ومن آمن معه.
الدروس المستفادة من قصة اصحاب الأيكة
هناك عدة دروس مستفادة من جميع قصص الأنبياء والرسل، ويجب أن يتعلم منها جميع البشر وسوف نذكر خلال الفقرات الآتية بعض المعلومات والدروس المستفادة من قصة اصحاب الأيكة والتي تتمثل في الآتي:
- يتمثل الدرس الأول من قصة اصحاب الأيكة أن الشرك وعدم الإيمان بالله هو ظلم شديد يمارسه العباد على نفسهم.
- يتمثل الدرس الثاني الذي يجب الأخذ به هو أن الشرك بالله -سبحانه وتعالى- يؤثر بشكل كبير على الرقابة التي يجب أن يمارسها الإنسان على نفسه في كل عمل يقوم به، وذلك لأن من يؤمن بالله، ويراقب عمله وكيفية القيام به على أفضل وجه له جزاء في الدنيا والآخرة.
- يتمثل الدرس الثالث هو أن قوة الله هي الغالبة مهما كانت شدة بطش وظلم الناس، وأن نهاية الظلم وخيمة دائما على من يقوم به.
- يتمثل الدرس الرابع أنه لا يجب دائما أن تكون رأي الجماعة الظالمة على حق، ولكن يمكن أن يكون صاحب الرأي الوحيد المستقل عنهم يكون هو على حق.
- يتمثل الدرس الخامس من قصة اصحاب الأيكة أنه يجب على الإنسان أن يقوم دائما بالربط بين نتائج الأمور ومقدماتها والاتعاظ منها، وذلك لأن عدم الاتعاظ منها سوف يؤدي إلى الهلاك مثلما حدث في الأمم السابقة.
- يتمثل الدرس السادس من قصة اصحاب الأيكة أنه يجب الاعتماد دائما على العدل والحق في الأمور الحياتية وتجنب الاحتكام بالظلم والبهتان وأكل حقوق الناس، وذلك حتى يتجنب الناس عذاب الله -سبحانه وتعالى- في الدنيا والآخرة.
صفات النبي شعيب
سوف نذكر خلال الفقرة التالية بعض الصفات والمعلومات الرئيسية عن نبي الله شعيب وهي تتمثل في الآتي:
- نبي الله شعيب هو أحد أنبياء الله العرب، وقد بعثه الله إلى هداية قوم مدين بسبب عبادتهم لشجرة الأيكة، وأنهم يقومون بالغش في الميزان، ولكنهم لم يستجيبوا لنبي الله شعيب، فقام الله -سبحانه وتعالى- بإرسال عليهم الحر الشديد والصيحة.
- يطلق على نبي الله شعيب لقب وهو خطيب الأنبياء بسبب امتلاكه القدرة على التكلم بالبلاغة والفصاحة الشديدة.
- قد أرسل الله سيدنا شعيب إلى اهل مدين بعد أن تم إرسال العديد من الأنبياء مثل قوم هود وصالح وسيدنا لوط..