في اي علم نبغ العالم ابن البيطار هو واحد من الألغاز والأسئلة التي ترد بالألعاب الإلكترونية والتي تعمل على تنمية ثقافة الأفراد وتعزيز ما يملكونه من معلومات عامة، حيث يوجد الكثير من العلماء الأجلاء الذين تركوا بصمةً عظيمة في تاريخ الإنسانية على مدار العصور، ليخلفوا أثرهم الكبير وبصمتهم فيما بلغه العالم من تطور وتقدم في مختلف المجالات العلمية، ومن بين هؤلاء العلماء ابن البيطار الذي يدور حوله مقالنا التالي في مخزن والذي سنسلط من خلاله الضوء على أهم إنجازاته وأشهر كتبه ومؤلفاته.
في اي علم نبغ العالم ابن البيطار
نبغ العالم ابن البيطار بمجال علم العقاقير الطبية والنباتات والأعشاب، ويعد من أعظم وأشهر علماء العرب والمسلمين بالقرون الوسطى، وقد أطلق عليه لقب عالم عصره بمجال دراسة وبحث خواص النباتات والأعشاب وما لها من تأثيرات، وكان أول صيدلي يعمل على تركيب العقاقير والأدوية، وفي ذلك الصدد قام بتأليف الكثير من الكتب والمؤلفات التي تعد مرجعًا إلى يومنا هذا في مجال الطب والدواء، ومن أهم تلك المؤلفات (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية)، والذي يضم ما يقرب من ألف وأربعمئة نوع عقار طبي حيواني ونباتي، ويتكون من أربعة أقسام، وقد قام بتأليفه أثناء إقامته في مصر.
متى ولد ابن البيطار
الاسم الكامل للعالم ابن البيطار هو (ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي)، وقد ولد عام 59هجرية بالأندلس في مالقة أثناء فترة حكم الدولة الموحدية، وقد تلقى علومه ودراسته على يد نخبة من أشهر علماء إشبيلية من بينهم عبد الله بن صالح الكتامي، وأبي العباس بن الرومية النباتي، وخلال دراسته تنقل بين العديد من البلدان يبحث ويحلل جميع ما يصادفه من نباتات وأعشاب، وكانت أولى رحلاته البحثية وهو في العشرين من العمر والتي انتقل بها إلى المغرب، ومنها إلى بلاد الروم، واليونان، ومصر، والحجاز، وبيروت، والقدس، وغزة، وبلاد الشام، ومراكش، والجزائر، وتونس، ليستقر أخيرًا في دمشق والتي توفي بها سنة 646هجرية/ 48ميلادية.
أصل ابن البيطار
كان والد ابن البيطار طبيبًا متخصصًا في علاج الحيوانات، كما كان يعمل بالحدادة، وكان والده حريصًا منذ صغر ابنه على تلقينه جميع فنون حرفة البيطرة، وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث إنه عند بلوغ ابن البيطار عمر العشرة أعوام كان قد أصبح محترفًا بمهنة البيطرة، ولكنه لم يكن يحبها على الرغم من ذلك، ولكن أغلب وقته كان يقضيه في التجول بالغابة، والتأمل في الطبيعة.
حيث كان يقوم بجمع المعلومات عن الأزهار والنباتات، والأشجار، ومن ثم يدونها، وحين لاحظ والده ميوله في علم النبات، حرص على تعليمه إياه، فلجأ إلى العالم (ابن الروميّة) والذين كان من العلماء المختصين بعلم الأدوية والنبات، فانتقل إلى إشبيلية معه، وتعلم منه الكثير من العلوم، ثم استقر في مدينة سبتة بالمغرب، والتي تلقى فيها العلم على يد أبي الحجّاج، وبدأ في دراسة الكتب اللاتينية، حتى قرر السفر إلى اليونان، وبها استقر حوالي سبع أعوام.
إنجازات ابن البيطار
قام ابن البيطار بتقديم الكثير من الإنجازات الهامة في تاريخ البشرية منها ما قدمه من أبحاث في الصيدلة وعلم الأعشاب، ومن أهم اتلك الإنجازات نذكر ما يلي:
- قام بوضع أسس الأساليب العلمية التي يتم اتباعها وتطبيقها فيما يتم إجرائه من مختلف التجارب.
- جمع دراساته بكتاب يعتبر بمثابة موسوعة طبية شاملة، وقد تضمن ألف وأربعمئة مادة من المواد المختلفة، أغلبها من المواد الطبية النباتية والخضروات، ومنها ثلاثمئة نبات جديد لم يكن متعارف عليه أو مكتشف من قبل.
- تقديم وصف يتضمن خواص العديد من المواد والتي تصل من حيث العدد إلى حوالي ألف عنصر، تختلف ما بين الحيوانات، والمعادن والنباتات.
- وضع التوقيت الخاص بالأدوية وهو ما يوضح أنواع الأدوية التي يجب أن يتم تناولها بالليل، وغيرها من الأدوية التي يلزم تناولها خلال فترة النهار.
- وضع شرح لكيفية صنع الزيوت الأساسية بأسلوب التقطير، وخاصةً بماء الورد، وماء البرتقال، ووصف مدى ما لها من أهمية في صناعة العطور والأدوية، ووصف طريقة استخدامها.
- إيضاح مدى أهمية استخدام البعض من أنواع النباتات في علاج مختلف الأمراض.
- يعتبر ابن البيطار هو أول من اكتشف عشبة الهندباء البرية بعلاج أورام السرطان، الأمر الذي يعود لما تمتلكه من تأثير مضاد للسرطان.
كتب ابن البيطار
العالم ابن البيطار من أشهر علماء العرب والإسلام في مجال الصيدلة وخاصةً في تخصص النباتات، وقد ترك في ذلك العلم مؤلفات وكتب كثيرة من أهمها (الجامع في الأدوية المفردة)، وينقسم ذلك الكتاب إلى أربعة مجلدات، جميع بهم ابن البيطار ما يزيد عن ألف وأربعمئة نوع من الدواء، منها ما تم إعداده بواسطة مكون واحد ليس أكثر، ودون به كذلك معلومات عما جمعه من نباتات أثناء تنقلاته بين الدول، واقتبس به الكثير من المعلومات مما وضعه علماء العرب من كتب ومنهم العالم ابن سينا، وقد تناول موضوعاتهم بأسلوب نقدي معتدل.
وحين وضع ابن البيطار كتاب الجامع في الأدوية المفردة وضعه باللغة العربية، ولكنه ترجم فيما بعد إلى العديد من اللغات منها الفرنسية، والإغريقية، والألمانية، والتركية، ومن أشهر كتبه ومؤلفاته كذلك (المغني في الأدوية المفردة)، والمكون من عشرين فصل دون بها أسماء الأمراض التي تصيب العين والأذن والرأس، علاوةً على مستحضرات التجميل، ووضع وصف الدواء المناسب في علاج الأمراض، ومن كتبه كذلك (ميزان الطبيب، رسالة في تداوي السموم، تفسير كتاب ديسقوريدوس، الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام).