ما هي الدول السبع الصناعية في العالم
تُعد مجموعة السبع الصناعية G7 ملتقى حكومي سياسي دولي يضم في داخله أكبر سبعة دول صناعية في العالم وهي (الولايات المتحدة الأمريكية ـ ألمانيا ـ كندا ـ فرنسا ـ اليابان ـ المملكة المتحدة ـ إيطاليا) وتُعد هذه الدول هي أكبر الدول الاقتصادية المتقدمة في العالم وفقاً لتصنيف صندوق النقد الدولي، كما أنها من أكثر الأنظمة الليبرالية الديمقراطية ثراءً .
وقد كان تأسيس مجموعة الدول الصناعية السبع استناداً إلى مجموعة من القيم المشتركة مثل الديمقراطية، التعددية لتتمكن هذه المجموعة مُنذ تأسيسها في عام 97م وحتى عام 08م أن تسيطر على نسبة 60% من إجمالي الثروات العالمية، وذلك لأن غالبي هذه الدول تُمثل قوى عالمية على مسرح الأحداث العالمية وتربطهم علاقات متبادلة وثيقة من الجانب الاقتصادي، الدبلوماسي، العسكري.
وعلى الرغم من التأثير الدولي الكبير لمجموعة الصناعية السبع إلا أنها تتعرض للعديد من الانتقادات، وذلك بسبب عضويتها قديمة الطراز ومحدودة الأوضاع، تمثيلها العالمي الضيق لسبع دول فقط، عدم الجدوى من تمثيلها، كما أنها محط معارضات الجماعات ضد تأثير العولمة والتي في غالبية الأوقات ما تظهر خلال عقد المؤتمرات الخاصة بالمجموعة.
بداية ظهور الدول الصناعية السبع
جاء تأسيس المجموعة الصناعية السبع في عام 97م وذلك نتيجة للاجتماع المُقام بين وزراء مالية هذه الدول لتكون مُنذ هذا التاريخ بمثابة مُلتقى رسمي بارز لمناقشة وتنسيق أبرز الحلول المتعلقة بالقضايا العالمية الكبرى خاصةً في مجالي التجارة والأمن والاقتصادي وكذلك قضايا التغير المناخي، يتم الاجتماع بين رؤسا حكومات الدول الأعضاء بالإضافة إلى بعض ممثلي من الاتحاد الأوربي، ويتم عقد قمة الدول الصناعية السبع بصفة سنوية ويتقارن مع اجتماعهم اجتماع مجموعة من المسئولين رفيعي المستوى في الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوربي على مدار العام، ووفي غالبية الأحوال يتم دعوة ممثلي المنظمات والدول الصناعية الكبرى الأخرى كضيوف في هذه القمة، ومن بين هذه الدول روسيا التي كانت عضواً رسمياً في مجموعة السبع مُنذ عام 997م حتى عام 04م ( حيثُ كانت روسيا جزءاً من مجموعة الثمانية الصناعية).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن عمل مجموعة الدول الصناعية السبع لا يستند إلى أي من المعاهدات أو التوقيعات، كما أن ليس لها مقر أو أمانة دائمة لعقد قمتها السنوية بها، وتتم مناوبة رئاستها سنوياً بين الدول الأعضاء، وهو الأمر ذاته في شأن تحديد الدولة الرئيسة لمهمة أولويات المجموعة وتنظيم قمتها واستضافتها، وذلك على الرغم من عدم وجود أساس مؤسسي أو قانوني لها، إلا أن من الجدير بالذكر الإشارة إلى النفوذ الدولي الكبير لمجموعة السبع الصناعية وذلك لتحفيزها على إقامة العديد من المبادرات الدولية الكبرى وتولي قيادتها بما في ذلك الجهود الدولية المبذولة لمواجهة وباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وتقديم المساعدات المالية للدول النامية، والإسهام في الحد من الآثار السلبية لتغير المناخ خلال اتفاقية باريس للمناخ عام 05م.
القمة الأولى للدول الصناعية السبع
تم إقامة القمة الأول لمجموعة السبع الصناعية في العام 975م، وذلك عندما اجتمعت ست دول عالمية لتبادل الأفكار والحلول المتوقعة لأزمة الاقتصاد العالمي الحالي، لتنضم كندا إليها في وقت لاحق وتُصبح مجموعة السبع، وتتخذ مجموعة السبع من قيم الحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، حكم القانون، التنمية المستدامة، الرخاء، المساواة قيم ثابتة أساسية لها، ويتم حضور قمم مجموعة السبع الصناعية من وزراء وموظفي الدول السبع للتناقش حول المصالح والشئون المشتركة، لتتولى كل دولة منهم رئاسة المجموعة لعام واحد بالتناوب، وتكون الدولة المترأسة للمجموعة هي الدولة المُضيفة لقمة السبع على مدار يومين متتاليين، ويصدر عن قمة المجموعة بيان ختامي يتم الاتفاق عليه، ويكون من بين الحضور الأساسيين لقمة السبع الصناعية رؤساء الحكومات ورئيس المفوضية الأوربية ورئيس المجلس الأوروبي.
مدى تأثير الدول الصناعية السبع
على الرغم من الانتقادات العديدة التي يتم توجيها إلى مجموعة الدول الصناعية السبع حيثُ ينظر الكثيرين إليها بوصفها ( تحفة فنية قديمة قد انتهى عهدها ) ، إلا أن المجموعة قد تمكنت بالفعل من تحقيق عدد بارز من الإسهامات الإيجابية الدولية والتي جاء على رأسها إنشاء الصندوق الدولي لمكافحة أمراض السل، الإيدز، الملاريا وغيرها من الأوبئة، وقد ساهم هذا الأمر في إنقاذ حياة ما لا يقل عن سبعة وعشرين مليون شخص مُنذ عام 00م.
بالإضافة إلى مجموعة الدول الصناعية السبع كانت هي القوى الرئيسية المحركة وراء تفعيل اتفاقية المناخ التي تم توقيعها في العاصمة الفرنسية باريس عام 06م، وذلك على الرغم من تقديم الولايات المتحدة الأمريكية لطلب للانسحاب من هذه الاتفاقية خلال هذا الوقت.
لماذا الصين ليست من الدول السبع الصناعية
على الرغم من كوّن الصين الدولة الأكبر عالمياً من حيثُ عدد السكان، وثاني أكبر الدول العالمية اقتصادياً في العالم، إلا أن الثروات المالية الصينية أقل نسبياً من ثروات الدول الأعضاء في المجموعة الصناعية، وذلك وفقاً لحساب نصيب الفرد من قيمة ثروات البلاد، لذا لا تُعتبر الصين من بين الدول الاقتصادية الكبرى وفقاً لمقياس الدول الصناعية، وذلك على الرغم من عضويتها في مجموعة العشرين، وكونها تحتوي على مُدن صناعية كبرى مثل مدينة شنغاهاي.
هل كانت روسيا عضو في الدول الصناعية السبع
انضمت روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية السبع في بداياتها عام 997م حينما كان اسمها حينذاك مجموعة الثمانية الصناعية، إلا أن المجموعة قد عمدت إلى تعليق عضوية روسيا بها في عام 04م، وقد حدث ذلك بسبب قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي، مما رأت فيه المجموعة عدواناً واضحاً واستغلالاً لنفوذ روسيا دولياً، وفي هذا الشأن فقد جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه يجب أن تتم إعادة روسيا إلى المجموعة بشكل ضروري، وذلك لأهمتها دولياً وأهمية حضورها وتأثيرها على طاولة المفاوضات الدولية.
التحديات التي تواجه مجموعة السبع الصناعية
تواجه مجموعة السبع الصناعية تحديات عديدة، فإلى جانب الانتقادات التي يتم توجيهها إليها بوصفها مؤسسة قديمة الطراز، فهناك بعض الخلافات الداخلية بين أعضاء المجموعة والتي جاء على رأسها خلاف رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب مع بقية الأعضاء بشأن الضرائب المفروشة على الواردات، وكذلك الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تجاه شأن التغير المناخي في قمة المجموعة التي تم عقدها العام السابق في كندا.
وتتضمن تحديات المجموعة الصناعية السبع الانتقادات الموجهة إليها بشأن عدم تناسب أدائها العالمي مع الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية، كما أن لا تضم المجموعة أي من الدول الإفريقية أو دول أمريكا اللاتينية أو الدول الموجودة في جنوب الكرة الأرضية، مما يجعل تمثيلها مقتصر على الدول الأعضاء فقط.
بالإضافة غلى ذلك فإن المجموعة تواجه تحدياً اقتصادياً جدياً من الدول الاقتصادية الناشئة حديثاً سريعة النمو مثل البرازيل والهند وهي ليست ضمن أعضاء المجموعة الصناعية السبع على الرغم من كونهما أعضاء بمجموعة العشرين، وفي ذلك الشأن فقد توقع العديد من خبراء الاقتصاد الدوليين تفوق هذه الدول الاقتصادية الناشئة اقتصادياً على مجموعة السبع في وقت قريب.