اشتكى مواطنون في قرية طاش شمال شرقي سوريا ، قرب الحدود العراقية ، من الآثار الصحية لتلوث نهر الرميلة ، نتيجة مروره من منطقة الرميلان الغنية بحقول النفط والغاز. تقوم شركات النفط المحلية بإلقاء نفاياتها مباشرة فيه.
وقال مواطنون لشبكة “روسيا اليوم” إن هذه الظاهرة مستمرة منذ نحو 10 سنوات دون حل رغم المزاعم العديدة ، مؤكدين زيادة حالات الإصابة بالسرطان وتلوث مياه الشرب وحتى الآبار الضحلة بالقرى المجاورة.
وأوضحت الشبكة أن نهر الرميلة ينبع من قرية اليوسفية السورية والأراضي التركية ، ثم يلتقي في مساره في الطاس ليصب في الخابور ، وتشمل هذه المناطق حقول نفط وغاز وفيرة في الرميلان.
حذر رئيس دائرة البيئة والتنمية المستدامة في شركة نفط الفرات ، إبراهيم جودت فضول ، في عام 2019 ، من تزايد التلوث البيئي في محافظات شرق سوريا ، وخاصة دير الزور ، بسبب الانسكاب النفطي ووصوله. الحدود القصوى مما يؤدي إلى أمراض مثل السرطان.
وأوضح فضول حينها أن الزيت الخام كان يسكب على مساحات كبيرة (في حقول خارجة عن سيطرة الدولة) ، وأن العديد من الحفر غمرت في أماكن مختلفة ، نتيجة استخدام طرق بدائية لتكريره وحرقه بشكل عشوائي بقصد. بضخها في صهاريج لنقلها وبيعها.
وكانت شركة خاصة قد أكدت في وقت سابق أنها اكتشفت بحيرات كبيرة من مخلفات النفط في المنطقة الشرقية (وهي خارج سيطرة الدولة) ، مشيرة إلى أنها تشكلت بسبب الطريقة البدائية لاستخراج النفط وتكريره.
وبلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة لقطاع النفط (في عموم سوريا) منذ بداية الأزمة حتى منتصف نيسان 2019 ، 74.2 مليار دولار ، بحسب تصريح سابق لوزير النفط والثروة المعدنية الأسبق علي غانم.
قبل عام 2011 ، كانت سوريا تنتج 350 ألف برميل من النفط يومياً من آبار تتوزع في عدة مناطق أبرزها شمال شرق سوريا ، وتصدّر منها 250 ألف برميل ، فيما تنتج حالياً ما بين 20 و 24 ألف برميل فقط ، بحسب كلام المدير الأخير. من “شركة المحروقات” مصطفى حصوي.
و “جميع حقول النفط والغاز في الرقة وحماة وحمص تحررت بالكامل ، والعمل جار لاستثمارها بعد إعادة تأهيلها” ، بحسب رئيس دائرة حقل الثورة النفطي السابق علي إبراهيم.