نعرض لكم في مخزن أسباب وتشخيص قطع في وتر القدم والذي يتسبب لمن يصاب به في الألم الشديد مما يجعله في حاجة ملحة إلى التعرف على السبب وراء حدوث مثل تلك الإصابة وتشخيصه، والعلاج المناسب له، وفي فقراتنا التالية سوف نوضح لكم كافة التفاصيل الهامة حول قطع وتر القدم وأسبابه وكيفية علاجه.
أسباب وتشخيص قطع في وتر القدم
يؤثر تمزق وتر القدم على الجزء الخلفي من الساق، ويصيب بكثرة من يلعبون الرياضة وخاصةً كرة القدم، وغالبًا ما يسمع المصاب صوت طرقعة باللحظة التي ينقطع بها الوتر، يتبعه ألم فوري وحاد بالجزء الخلفي من الكاحل يمتد لأسفل الساق، ويكون لذلك القطع تأثير واضح على المشي على نحو صحيح، وعادةً ما يتم إجراء جراحة لعلاج التمزق وإصلاحه، وبالرغم من ذلك فإن الكثير من المصابين يأتي معهم العلاج الغير جراحي بنتائج فعالة.
أعراض قطع في وتر القدم
على الرغم من احتمالية عدم ظهور أي من الأعراض أو العلامات عند الإصابة بالقطع في وتر القدم، ولكن أكثر الأعراض شيوعًا التي قد تصيب المريض تتمثل فيما يلي:
- الشعور وكأن هناك ركلة شديدة أصابت أسفل الساق من الخلف.
- الألم الذي تتراوح حدته ما بين المتوسط والشديد، والتورم في منطقة قريبة من الكاحل.
- عدم المقدرة على دفع الساق خلال المشي، أو ثني القدم باتجاه الأسفل.
- عدم المقدرة على الوقوف على أصابع القدم المصابة.
- سماع صوت فرقعة أو طقطقة عند الإصابة.
تشخيص قطع في وتر القدم
عند توجه المصاب إلى الطبيب يشكو من ألم في الساق فإن الطبيب سيجري فحص لمنطقة أسفل الساق لكي يحدد من خلال ذلك الفحص البدني المنطقة المصابة بالألم على وجه التحديد، وما إذا كان هناك تورم أن لا، وإن تمكن الطبيب من الشعور بوجود فجوة بالوتر فهي دلالة على التمزق به بشكل كامل.
وخلال الفحص قد يطلب الطبيب من المريض أن يستلقي على بطنه أو يجلس على كرسي تاركًا قدمه تتدلى على طرف الطاولة التي يجري عليها الفحص، كما وقد يضغط على عضلة الركبة للتعرف على ما إذا كانت القدم ستنثني بشكل تلقائي أم لا، وفي الحالة التي لا تنثني القدم بها فغالبًا يكون التشخيص تمزق بوتر القدم.
وللتعرف على ما إذا كان التمزق كلي، أم أنه مجرد تمزق جزئي فقد يطلب الطبيب من المريض الخضوع للفحص بالموجات فوق الصوتية، أو الفحص من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث إن جميع تلك الإجراءات والفحوصات الغير مؤلمة تنتج تصوير واضح لأنسجة الجسم وحالتها.
أسباب قطع في وتر القدم
يعمل وتر القدم على توجيه القدم باتجاه الأسفل، كما يساعد في رفع أصابع القدمين، ودفع القدم للأمام خلال المشي، حيث يوجد اعتماد فعلي ودائم على وتر القدم خلال المشي وتحريك القدمين، وغالبًا ما يحدث التمزق على بعد حوالي ستة سم من نقطة اتصال الوتر بعظم الكعب، وتلك المنطقة معرضة للتمزق نتيجة نقص تدفق الدم ووصوله إليها، مما يؤخر من المقدرة على التعافي، وغالبًا ما يحدث التمزق نتيجة للضغط المفاجئ على وتر القدم، ومن أكثر أسباب الإصابة شيوعًا نذكر ما يلي:
- السقوط من مكان مرتفع على القدم.
- المشاركة بقوة في أحد الأنشطة الرياضية، وخاصةً الرياضات التي تتضمن القفز والوثب العالي.
عوامل خطر قطع في وتر القدم
نعرض لكم فيما يلي العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالتمزق في وتر القدم:
- عمر المصاب: غالبًا ما تزداد احتمالات الإصابة بالتمزق في وتر القدم في السن الذي يتراوح ما بين الثلاثين والأربعين.
- الجنس: ترتفع احتمالات الإصابة بالتمزق في وتر القدم لدى الرجال بنسبة تصل إلى خمس أضعاف احتمالات إصابة النساء به.
- الألعاب الترفيهية الرياضية: كثيرًا ما يحدث أن تتم الإصابة بالتمزق عند ممارسة الألعاب الرياضية وخاصةً القفز والجري، أو البدء في الحركة والتوقف المفاجئ عنها، مثل لعب كرة التنس والسلة، أو كرة القدم.
- حُقن الستيرويد: حيث يحدث في بعض الأحوال أن يقوم الطبيب بحقن الستيرويد في مفصل الكاحل لتقليل الالتهاب والتورم، ولكن قد يكون من بين الآثار الجانبية للدواء إصابة الأوتار القريبة منه بالضعف مما يزيد من احتمالات الإصابة بتمزق الوتر.
- تناول بعض أنواع المضادات الحيوية: وخاصةً المضادات الحيوية التي تحتوي على مادة الفلوروكينولون، من أمثلته الليفوفلوكساسين (ليفاكوين)، أو السيبروفلوكساسين (سيبرو)، والتي تزيد من احتمالات الإصابة بالتمزق في وتر القدم.
- السمنة: يترتب على زيادة الوزن الضغط بشكل كبير على وتر القدم، ومن ثم ارتفاع مخاطر الإصابة بالتمزق فيه.
علاج قطع في وتر القدم
إن علاجات تمزق وتر القدم تعتمد على العديد من العوامل من أهمها عمر المصاب، وما يمارسه من أنشطة ورياضات، ومدى شدة الإصابة، وعادةً ما يفضل المصابين الأصغر سنًا، ومن يمارسون الأنشطة الرياضية الخضوع إلى العلاج الجراحي لتحقيق أفضل النتائج في إصلاح الوتر المتمزق بالقدم، في حين أن المصابين الأكبر في السن يميلون إلى اختيار العلاج الغير جراحي، ولكن يذكر أن آخر ما تم إجرائه من دراسات أشار إلى أن كل من نوعي العلاج يتساوى في الفعالية للوصول إلى الشفاء.
العلاج غير الجراحي لتمزق وتر القدم
يعتمد ذلك الأسلوب العلاجي على الأمور التالية:
- الراحة، وتخفيف الضغط على القدم من خلال الاستعانة بالعكاز أثناء المشي.
- وضع الثلج على الجزء المصاب من القدم.
- تناول مسكن الألم الذي يصرف بغير وصف من الطبيب.
- المداومة خلال الأسابيع الأولى التالية للإصابة على تحريك الكاحل، وغالبًا ما يتم ذلك بواسطة حذاء للمشي مزود في الطعب بأسافين قالب، مع ثني القدم باتجاه الأسفل.
- ملحوظة: من إيجابيات الخضوع إلى العلاج الغير جراحي تجنب ما يصاحب الجراحة من مخاطر كالعدوى، ولكن قد يزيد النهج الغير جراحي من احتمالات التمزق، إلى جانب استغراق التعافي والشفاء وقت أطول، بالرغم من إشارة الدراسات الحديثة للنتائج الإيجابية التي تحققت لدى من حصل على العلاج الغير جراحي، عند بدأهم في إعادة التأهيل بواسطة الوزن بوقت مبكر.
العلاج الجراحي للتمزق في وتر القدم
يتم العلاج الجراحي للتمزق في وتر القدم عن طريق إجراء شقي بالجزء الخلفي من الساق بالاتجاه الأسفل منها، وخياطة الوتر الذي أصابه التمزق، ووفقًا لحالة النسبج الممزج يمكن تعزيز العلاج والإصلاح عن طريق الاستعانة بأوتار أخرى، وقد تتضمن مضاعفات الجراحة الإصابة بالعدوى أو التلف بالأعصاب، لذا يفضل اللجوء إلى الجراحات ذات التوغل البسيط عن الجراحات المفتوحة.
إعادة التأهيل في علاج تمزق وتر القدم
بعد الحصول على العلاج المناسب يصف الطبيب للمريض تمرينات العلاج الطبيعي التي تساهم في تقوية وتر القدم وعضلات الساق، وغالبًا ما يعود المصابين لحالتهم الطبيعية خلال فترة تتراوح ما بين أربعة أشهر إلى ستة أشهر من الإصابة، ولكن من الضروري المواظبة على التدريب لمدة تصل إلى عام لتجنب ضعف الوتر مرة أخرى.
وهناك نوع من إعادة التأهيل يطلق عليه إعادة التأهيل الوظيفي والذي يقوم على تناسق أجزاء الجسم وفهم كيفية الحركة، وهو ما يهدف إلى العودة لأعلى مستويات الأداء، سواء في الحياة اليومية، أو لدى الرياضين.
الوقاية من تمزق وتر القدم
للحد من فرص التعرض للإصابة بمشاكل تمزق وتر القدم يمكن اتباع النصائح التالية:
- مد عضلات الركبة والعمل على تقويتها، بحيث يتم مدها حتى الشعور ببعض السحب ولكن دون ألم.
- عدم القفز خلال تمارين الإطالة.
- تساهم ممارسة تمرينات تقوية عضلات القدم والوتر بمنح وتر القدم القوة وتقليل احتمالات حدوث الإصابة.
- تنويع ما يتم ممارسته من تمرينات رياضية، وذلك عن طريق البديل بين أنواع الرياضات ذات التأثير العالي كالجري، والرياضات منخفضة التأثير مثل السباحة وركوب الدراجات.
- تجنب الأنشطة التي من شأنها أن تحدث الضغط الزائد على وتر القدم كالجري، أو القفز على المرتفعات.
- اختيار الأسطح التي سيتم ممارسة الجري عليها بعناية، والامتناع عن الجري على الأسطح الزلقة أو الصلبة.
- ارتداء ملابس مناسبة عند ممارسة الرياضة أو التدريب بالطقس البارد، واستخدام الأحذية الرياضية المدعومة في الكعب بالوسادات الصحية.
- التدرج في زيادة قوة ممارسة التمرين الرياضي، حيث غالبًا ما يصاب وتر القدم بالتمزق حين التعرض لنشاط مفاجئ، لذلك يجب أن تزداد المسافة بين التمرينات ومدة كل منها بما لا يتجاوز العشرة بالمئة كل أسبوع.