الفرق بين الحلتيت والمر

الفرق بين الحلتيت والمر

إن كل من المر والحلتيت يعتبران من المواد المستخرجة من النباتات، ولكن لكل منها استخدام مختلف عن الآخر، ويوجد استخدامات طبية للحلتيت تتشابه مع المر في ذلك، مما يجعل الخلط بينهما يحدث كثيرًا، ولقد أوضح العالم والدكتور بمجال الأدوية والنباتات الطبية (جابر القحطاني) وجود فرق كبير بين المر والحلتيت بالرغم من التشابه الكبير بين تركيبهما، وفي تغريدة نشرها الدكتور عبر حسابه بمنصة تويتر عن استماعه من الكثيرين أن المر هو الحلتيت ولكنه أوضح أنها معلومات مغلوطة يتداولها الناس.

فالمر والحلتيت كل منهما مادتين يتم استخراجهما من نوعي نباتات مختلفة عن الآخر، حيث ينتج المر من أغصان وجذع شجرة البيلسان، واسمها العلمي (Commophora molmol) في حين يتم استخراج الحلتيت من جذور نبات آخر وهو نبات (Ferula foetida) وينتمي ذلك النبات إلى الفصيلة المظلية، وكل من النباتين السابق ذكرهما يتشابهان من حيث تركيب المواد الكيميائية الداخلي بينهما، وبشكل عام فإن كل من المر والحلتيت هما خليط من الزيوت الطيارة، وصمغ وراتنج.

ولكن يحتوي الحلتيت على مواد كبريتية مما يجعله يستخدم بالأغراض الطبية لعلاج البشر يقل بالتدريج في الآونة الأخيرة، في حين لا يحتوي المر على أي من المواد الضارة مما يجعله يستخدم على نطاق واسع مقارنةً بالحلتيت في علاج أمراض الإنسان.

من أين يستخرج الحلتيت

الحلتيت Ferula asafetida هو النشغ المجفف المستخرج من جذر نبتة الكيرولا، وهو مسحوق يكون في شكل جذر مستخرج من جذر نبات الكيرولا، وذلك المسحوق يتخذ شكل الجذر ليتم فيما بعد تجفيفه بواسطة ضوء الشمس ثم طحنه في صورة مسحوق ذو خشونة متوسطة، ويكون لونه أصفر، ويتم استخدام الحلتيت كنوع من التوابل والمنكهات بالطهي، ويستخدم كذلك في بعض الأغراض الطبية.

وموطن نبتة الكيرولا الأصلي في إيران وأفغانستان، ولكن أكبر استخدام له يكون في المطابخ الهندية، ومن المعروف عنه ما يمتاز به من رائحة قوية غير مستحبة، تنتشر سريعًا وعلى نطاق واسع لما يحتوي عليه من مركبات كبريتية، وتلك الرائحة تختفي عند الطبخ أو أن تصبح أخف.

ويوجد استخدامات أخرى للحلتيت ومنها تحسين عملية الهضم وصحة الجهاز الهضمي، والتخلص من الغازات، ويستخدم كذلك في علاج حالة الإنتانات التنفسية ومنها التهاب الشعب الهوائية، وتفتيت حصى الكلى والتخلص منها، وكان يتم استخدامها في العصور الوسطى لعلاج الأمراض المختلفة.

فوائد الحلتيت

يوجد العديد من الاستخدامات والفوائد للحلتيت ومن أهمها ما يلي:

الحلتيت مصدر جيد لمضادات الأكسدة

تحتوي نبتة الحلتيت على العديد من المركبات ومنها مضادات الأكسدة كالمركبات الفينولية ومن أهمها الفلافونويد والتانينات، والتي تساعد على حماية وتقوية خلايا الجسم مما قد تسببه الجذور الحرة من آثار سلبية، والمساهمة بذلك في الوقاية من العدوى المزمنة والأمراض، والوقاية كذلك من مرض السكري من نوعه الثاني، والسرطان وحالات القلق والاكتئاب.

يساعد الحلتيت في عملية الهضم

من أكثر الاستخدامات الشائعة للحلتيت مساهمته بالتخلص من حالات عسر الهضم، حيث أوضحت بعض الدراسات أن الحصول يوميًا على مئتي وخمسين ملغ من الحلتيت مرتين يوميًا يساعد في تحسين حركة الأمعاء والتخلص من الغازات، كما وينشط الأنزيمات الهضمية بالأمعاء، وزيادة قوتها، مع تحفيز إنتاج الكبد للعصارة الصفراوية، وهو ما يعد من أهم الأمور التي تساعد بتعزيز هضم الدهون بالجسم.

تحسين حالة القولون العصبي

تعتبر متلازمة القولون العصبي (IBS) حالة هضمية مرضية مزمنة تتسبب للمريض في المعاناة من الآلام القوية والشديدة بمنطقة الحوض والبطن، مما يتسبب في الشعور مع تراكم الغازات بعدم الراحة، كما وأوضحت بعض الدراسات أن الحلتيت يمتاز بتأثير فعال بالوقاية من مشكلة القولون العصبي، ويمكن أن يتم استخدامه في الطهي كبديل للبصل والثوم، حيث يعطي نكهة ومذاق قريب منهم دون التسبب لمن يتناوله في الانتفاخ، لاحتوائه على الفركتين السكرية المتسببة في عسر الهضم.

الوقاية من السرطان

يساعد مركب الحلتيت في وقاية الجسم من العديد من الأمراض ومن بينها السرطان، وهو ما سنوضحه فيما يلي:

  • يحتوي الحلتيت على تأثير مضاد لمسببات الطفيليات والميكروبات والفطريات والجراثيم، مما يساهم بالوقاية من العدوى.
  • يساهم في خفض ضغط الدم، لما له من تأثير مرخي للأوعية الدموية في الجسم.
  • المساهمة في منع انتشار وتكاثر الخلايا الخبيثة السرطانية وبشكل خاص سرطان الكبد وسرطان الثدي.
  • الحفاظ على صحة الدماغ، والحماية مما يصيب الخلايا العصبية من أمراض، وتنشيط الذاكرة.
  • علاج أعراض الربو والتخفيف من حدتها، عن طريق التأثير على العضلات الملساء بالشعب الهوائية والتخفيف من تشنجها.
  • المساهمة في ضبط مستوى السكر بالدم، وتنشيط إفراز الأنسولين.

الآثار الجانبية للحلتيت

إن الاستخدام لكمية قليلة من الحلتيت لا يتسبب في ضرر على الأغلب وذلك إن كان ضمن الطهي وبكمية مئتي وخمسين ملغ بشكل يومي، ولكن قد يكون هناك تأثير إيجابي له حين استخدامه بكميات أكبر ومنها:

  • الشعور بالألم في الرأس والمعاناة من القلق.
  • زيادة الإسهال والغازات والتشنج في الأمعاء.
  • قد يتسبب في انخفاض ضغط الدم وخصوصًا لدى المرضى ممن يتناولون الأدوية المخفضة للضغط.
  • قد ينتقل الحلتيت من خلال الدم والحليب مما يجعله غير آمن للمرضع والحامل.

طريقة استخدام الحلتيت

يتوفر الحلتيت على شكل مسحوق أو كبسولات دوائية تؤخذ مرتين باليوم بعيار 50 ملغ، وكان يستخدم منذ عصور عديدة في صورة توابل بالمطابخ، ومن الأفضل أن يتم استخدامه بالطرق التالية:

  • يمزج الحلتيت مع القمح أو الرز، ولكن يفضل ألا يستخدم مع القمح لمن يعاني من الحساسية ضد الغلوتين.
  • يضاف الحلتيت إلى الدهون أو الزيت الساخن للحد من رائحته.
  • إضافة الحلتيت إلى شرائح اللحم والحساء والخضار مع غيره من التوابل مثل الكركم والكمون.

ما هو المر

المر مادة تنتمي لنبات البلسان والمعروف في الإنجليزية بـ(Commiphora)، ويتخذ شكل شجيرات تنتشر في أفريقيا، وحوض شرق البحر البيض المتوسط، وجنوب شبه الجزيرة العربية، ويوجد منه العديد من الأنواع منها مر البطارخ، والمر الأسود، والمر الأسود، وله استخدامات عدة منها الاستخدامات الطبية، وذلك لأن منقوعه يساعد في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض كثيرة منها داء المشعرات، وداء خفيات الأبواغ، وداء المتورقات، وهناك اعتقاد أن له دور في الوقاية من الخلايا السرطانية والأورام الخبيثة، مع دوره بالحفاظ على صحة الكبد والمعدة وتنشيط الذاكرة.

محاذير استخدام المر

على الرغم من أن المر يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض، كما ويعالج الحالات المرضية المختلفة، ولكن يحذر استخدامه على من يعاني من الحالات الصحية الآتية:

  • داء السكري.
  • نزف رحمي.
  • التهاب جهازي.
  • عمليات جراحية.
  • مشاكل في القلب.
  • ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بالحمي.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً