الكلاب تعوي والقافلة تسير تفسير

الكلاب تعوي والقافلة تسير تفسير ومعناه ، حين لا يسعفك الكلام اترك الحديث للأمثال الشعبية، القافلة تسير والكلاب تنبح، مثل من الأمثال الشعبية البسيطة، التى تستخدم فى الحوار، يُرد بهذا المثل على من يملأ الحقد قلبهم من البشر، ويقصد به أن الناجح المبدع سيستمر فى نجاحه وابداعه، سيظل يحلم ويحقق أحلامه ثم يحلم مرة أخرى بالمزيد والمزيد، وذلك رغماً عن أنوف هؤلاء الحاقدين، الذين دائماً ما يحطمون سفن أحلامه ويسخرون من تطلعاته كما سخر القوم من سيدنا نوح عندما صنع السفينة فى الصحراء بأمر من الله تعالى، تعرف على المزيد عن هذا المثل الشعبى فى هذا المقال على الميدان نيوز .

قصة القافلة تسير والكلاب تنبح :

  • القافلة تسير والكلاب تنبح، مثل من أعظم ما قاله الإمام الشافعى رحمة الله عليه، إذ يعتبر هذا المثل بمثابة السيف الذى يُقطع به ألسن المثبطين للعزائم، الهادمين للقدرات، الذين يرون الناجح بعين الحسد والحقد فيسخرون من طموحه ونجاحه ليتجه للفشل مثلهم، هم على الأرجح لا يرون الفشل من صفاتهم على الرغم من تأكدهم من ذلك فى قرارة نفسهم، إلا أن مكابرتهم تمنعهم من الإعتراف بهذا الفشل فيلجأون للسخرية من الناجحين ليكونوا مثلهم.

الإمام الشافعى قائل القافلة تسير والكلاب تنبح:

  • هو الثالث فى ترتيب الأئمة الأربعة، يعتبر هو من أسس علم أصول الفقه، بالإضافة إلى كونه إمام بعلم التفسير والحديث، يُتصف الإمام الشافعى بالذكاء الشديد، والفطنة والكياسة، إضافة إلى أنه من حكماء عصره وجيله، سديد الرأى، عمل قاضياً لرجاحة عقله وسرعة بديهته فى الرد على الآخرين، فيقول للحاقدين :

قل ما شئت بمسبتي  فسكوتي عن اللئيم هو الجواب

           لست عديم الرد لكن   ما من أسد يجيب على الكـــلاب

  • والمقصود من هذا المثل أنه مهما قام الحاقدين بسبه فهو يعرف أنهم أعداء النجاح، وسيتركهم يتحدثون ويحقدون كيفما أرادوا ولن يرد عليهم، ولن يتأثر بحديثهم، وذلك لأن الرد على مثل هؤلاء معناه النزول لمثل مستواهم فى الحقد والحسد، أما الصمت فهو خير رد على نكرة مثلهم.
  • ويشير الشافعى إلى أن سكوته لا يعنى أنه ليس لديه رد عليهم، بل هو يمتلك من الردود ما يكفل عدم حديثهم عنه بالسوء مرة أخرى، إنما الأسد ملك الغابة الذى يهابه الجميع، ويفرون من أمامه لا يرد على نباح الكلب.

الحاقدون فى القرآن الكريم:

  • يقول الله تعالى وقوله الحق «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ»، يعلم الله أن بيننا الكثير من الحاقدين الذين يظهرون خلاف ما بداخلهم، ففى وجهك أنت إنسان ناجح ومن خلفك يسخرون من هذا النجاح، ولا يتحدثون عنك أمام الناس إلا بالسوء حتى يقنعوا أنفسهم أنهم الأفضل على الإطلاق.
  • ومن الأمور المؤسفة أن الحقد والحسد لا ينجو منهم الناجح الطموح، فينالا من الإنسان مثلما ينال الخريف من ورق الشجر، ولكن بأمر الله وقوة الإيمان يمكننا أن ندفع عنا أذى هؤلاء القوم.

حياة الحاقد بلا مسرة:

  • الإنسان الحاقد الحاسد لا يهنأ فى حياته ولا تستمر له المسرة، فيقال: تلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش، الحقد والحسد وسوء الخلق، فإذا نظرنا فى حياة شخص حقود سنجد أنه يخفى خلف ابتسامته وفرحته عذاب شديد وجلد للذات خاصة عندما يجد أن الله يضاعف نعمه على الناجح ويمنحه المزيد والمزيد.

هل يمكننا أن نعرف الحاقد فنتجنبه؟:

  • يتبادر إلى ذهن الكثير هذا السؤال، ومع الأسف الجواب هو لا يمكن للانسان ذلك، فيستحيل على الإنسان أن يكتشف الحاقد أو الحاسد من الناس، فهم ممثلون من الدرجة الأولى، يجيدون ارتداء الأقنعة والتلون كيفما تتلون الحرباء، ولكن الله سيكشف أمرهم لك إن لم يكن اليوم فغداً، وهذا وعد الله عز وجل لعباده (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)

ماذا يفعل الناجح الذى يتعرض للسخرية والحقد من الآحرين ؟

  • (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، الحقد مهما عظم لن يحبط عزيمة شخص ناجح، يثق فى نفسه وفى قدراته، يلقى بكلام الناس عرض الحائط ويمضى فى طريقه، ينطلق ويستمر فى انطلاقه دون أن يعطى لهؤلاء أى اهتمام، دع هؤلاء لنارهم، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
‫0 تعليق

اترك تعليقاً