اين اقيمت دولة الموحدين
بعد ما حدث من ضعف للدولة العباسية انقسمت دولة الخلافة لمجموعة دويلات متناحرة متحاربة، فقد استطاع الأمازيغ بالمغرب العربي تأسيس الدولة التي أطلقوا عليها دولة الموحدين، والتي أقيمت على يد (محمد بن تومرت المهدي)، بقلعة تنمل، وتقع تلك القلع بجبال طوروس بالقرب من مراكش، إذ تم اتخاذها مقرًا للدعوة الموحدية، وعقب وفاة تومرت تسلم عبد المؤمن بن علي الكومي السلطة والذي أتى من نسله أمراء الدولة الموحدية، فقد تمكن الكومي من فرض سيطرته على كل من الأندلس وشمال أفريقيا وبلاد المغرب العربي، فاتخذ من مراكش لدولته عاصمة، وباتت إشبيليا مركز للوالي على بلاد الأندلس.
من هم الموحدين
الموحدين جماعة إسلامية مؤمنة بالله سبحانه وتعالى وقد أطلق عليهم ذلك الاسم لأنهم كانوا يدعون إلى توحيد الله واتباعه، والتي قادها محمد بن تومرت بالفترة ما بين عامي (08م/ 0م)، ومن صلبه انحدر أمراء الموحدين، وكانوا أتباع لحركة متشددة دينية، تقوم على أساس تنقية العقيدة الإسلامية من الشوائب، وفي عهد أبو يعقوب يوسف بالفترة ما بين عامي (6م/ 84م) كانت الدولة الموحدية قد بلغت أوجها، ثم أتى بعده أبو يوسف يعقوب المنصور بالفترة ما بين عامي (84م/ 99م)، والذي عمل على بناء مدن جديدة كثيرة، وتشجيع الحياة الفكرية والثقافية.
دولة الموحدين ويكيبيديا
نعرض لكم فيما يلي بعض من المعلومات الأساسية عن دولة الموحدين:
- اتخذت دولة الموحدين من مراكش عاصمة لها.
- كان نظام الحكم بها ملكي خلافة إسلامية.
- كانت اللغة الرسمية بها هي اللغة العربية.
- تم تأسيس دولة الموحدين في عام ميلادية.
- كان القائد المؤسس لدولة الموحدين (محمد بن تومرت).
- كان القائد الأكثر تأثيرًا بدولة الموحدين هو (عبد المؤمن بن علي الكومي).
- تم زوال دولة الموحدين في عام 69ميلادية.
- العملة الرسمية في دولة الموحدين كانت الدينار، والدينار الذهبي الإسلامي.
من هو مؤسس دولة الموحدين
تم تأسيس الدولة الموحدية على يد أتباع محمد بن تومرت، واسمه الكامل هو محمد بن عبد الله بن وجليد المشهور بابن تومرت المهدي، وقد كان لمؤلفاته دور بارز في المساهمة بانتشار المذهب الأشعري ببلاد المغرب العربي، حيث استوحى أفكاره من أفكار ابن حزم الظاهري، خاصة الأفكار ذات الصلة بمحاربة التقليد، وقد ولدَ بالأطلس الصغير عام 077ميلادية.
وقد أكّد محمد بن تومرت على ضرورة استخدام السياسة في تجسيد عقيدة التنزيه والتوحيد، كما ودعا لاتباع الوسائل المختلفة مثل تعليم التوحيد بالبداية ثمَّ الاعتماد على وسائل القتل والحرب والقتل لفرض التوحيد بكتابه الشهير الذي حمل عنوان أعز ما يطلب، وعقب إقرار أتباعه بإمامته بدأ بن تومرت الدعوة القائمة على نفس أفكاره عام ميلادية.
فقام بدعوة قبائل مصمودة لكي تبايعه والذين بدورهم قاموا بتأييد دعوته، وكون منهم جيشًا كبيرًا يقوده عبد المؤمن بن علي الكومي والذي تمكن من القضاء على المرابطين، وفي تلك الآونة أطلق على أتباع تلك الدعوة الموحدين وتأسست دولة الموحدين، وقد توفّي بن تومرت عام 0ميلادية بمراكش عاصمة دولة الموحدين.
مراحل نشأت دولة الموحدين
مرت دولة الموحدين بالعديد من المراحل، وتلك المراحل هي:
- مرحلة تأسيس دولة الموحدين: تأسست على يد محمد بن تومرت، والذي اتخذ مقرًا لعملياته العسكرية جبال تنمل من جبال طوروس، وكانت تلك العمليات يشنها ضد من ثار بوجههم من المرابطين.
- مرحلة الازدهار والتمدد: وحدثت تلك المرحلة على يد عبد المؤمن بن علي الكومي، الذي تمكن من القضاء على جميع المرابطين وفرض السيطرة على بلاد الأندلس، وشمال أفريقيا، وبلاد المغرب العربي، فاتخذ عبد المؤمن من مراكش عاصمة لدولة الموحدين، وجعل إشبيليا مقرًا للوالي على الأندلس.
- مرحلة استكمال الإنجازات: تمت تلك المرحلة على يد يوسف بن عبد المؤمن والذي استكمل ما اتبعه أبيه من سياسة وقام بتوطيد نفوذه بالأندلس، إلى جانب عمله على تقوية الجيش وإقامة المشروعات بإشبيليا، وهو من بنى القنطرة على ضفاف نهر الوادي الكبير.
- مرحلة الضعف والانحسار: كانت تلك المرحلة بالفترة التي حكم بها المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن، والذي عاد إلى مراكش بعد إصابته في أحد غزواته بالأندلس.
الفن المعماري في عصر الموحدين
إن فن العمارة بعصر الموحدين تأثر بالفن المعماري في بلاد المشرق والأندلس، فقد شجع الزهاد والصوفيون ممن وقفوا بجانب دولة الموحدين بتجنب الترف والإسراف والبذخ بالأبنية، وفي عهدهم امتاز فن العمارة بالجمال والأناقة والبساطة، ومن أهم ما تركزه من آثار معمارية ما يلي ذكره:
- منارة جامع المنصور في إشبيليا: والتي تعتبر من أهم المباني التي شيدت في عصر الموحدين، والتي تخطى طولها الستة وتسعين مترًا، وعقب سقوط إشبيليا تحولت لبرج لما هو ملحق بالكنيسة من أجراس، وكانت تلك الكنيسة قد بنيت مكان المسجد.
- جامع الكتيبة: بني جامع الكتيبة بمراكش قبل دخول دولة الموحدين لمراكش، وكان ذلك تنفيذ لأمر ابن تومرت حين قال (لا تدخلوا مراكش حتى تطهروها)، فقد تم تفسير ذلك الكلام على أن المساجد في مراكش منحرفة عن القبلة، مما جعلهم يرون أنه من اللازم بناء مسجد صحيح القبلة ودقيق الاتجاه.
- جامع تنمل: تم بناء ذلك الجامع على يد الأمير محمد بن علي الكومي بمدينة تنمل الواقعة بجبال طوروس، ومن أبرز مميزات المسجد سقفه المستند على أقواس ذات شكل أقرب إلى حدوة الفرس، وأخرى مدببة على جدار القبلة، وأخرى عمودية.
سقوط دولة الموحدين
الدولة الموحدية مرت بمراحل الازدهار والقوة، وبشكل خاص بعهد أمرائها وولاتها الأقوياء، وقد تبين ازدهارُها الاقتصادي الذي تمثَّل بأربعة مظاهر وهي: كثرة المصانع، سواء في المغرب أم الأندلس، التبادُل التجاري مع أقاليم حوض البحر المتوسط المختلفة، فكانت للموحدين مكاتب تجارية قريبة في الشبه من الفنادق ببعض مدن إيطاليا وفرنسا، مثل البندقية، وجنوة ومرسيليا، والعملة الموحدية القوية، والأسطول البحري التجاري الذي كانت صناعة السفن تفرزه.
ولكن دولة الموحدين مرت في وقت حكم عبد الرحمن الناصر لدين الله بمرحلة آخر رمق لها، حيث أخطأ الناصر لدين الله العديد من الأخطاء الجسيمة التي نتج عنها تأسيس دولة الموحدين، وفيما يلي نعرض لكم بعض من الأخطاء التي اقترفها الناصر لدين الله:
- إضاعة أشهر ثمانية كان يمكن استغلالها بالشمال، والانتصار بها على النصارى قبل أن اجتماعهم بكامل عدتهم، حيث قام النصارى بإتمام استعداداتهم خلال تلك الشهور الطويلة، وتمكنوا من جلب أعدادًا كثيرة أخرى من أوروبا.
- هلاك آلاف المسلمين بصقيع جبال الأندلس في هذه الأثناء، إذ كان الناصر لدين الله قد دخل في شهر مايو إلى بلاد الأندلس وكان مناخا مناسبًا للقتال، ولكنه بدلا من ذلك استمر بحصار سَالْبَطْرَة إلا أن دخل الشتاء القارس وبدأ المحاربون المسلمون يهلكون من البرد الشديد وشدة الإنهاك في ذلك الحصار الطويل، وخاض الناصر لدين الله معركة مع النصارى كانت خاسرة، وقد سقطت دولة الموحدين عام 69ميلادية.