تعرف معنا في المقال الآتي على حكم الافطار في رمضان بسبب العطش أو الجوع وعدم تحمل مشقة الصيام خشية التعب ، فهذا أحد الأحكام الشرعية بالغة الأهمية التي يجب على كل مسلم ومسلمة التعرف عليها، فصيام رمضان يكون من خلال الإمساك عن تناول الطعام والشراب من وقت طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، فما حُكم من أفطر في شهر رمضان بعذر؟ ذلك ما سنتعرف عليه في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
حكم الافطار في رمضان بسبب العطش
جاء في إجابة علماء الإسلام بشأن حُكم إفطار الصائم بسبب شعوره بالعطش أو الجوع الشديد خلال نهار شهر رمضان المبارك بأن الصوم أحد أركان الدين الإسلامي الحنيف كما هو معلوم للجميع، لذا لا يجوز للمسلم التهاون في صيامه بسبب مجرد العطش أو الجوع أو لخوفه من عدم استطاعته الصيام في نهار رمضان، بل عليه بالصبر والاستعانة بالله تعالى، ولا بأس في أن يصب الصائم على رأسه بعض الماء البارد للتبرد أو التمضمض، فيجب على المسلم أن يبدأ يومه صائماً فإن شعر أنه لن يستطيع إكمال الصيام وخاف على نفسه التعرض للمرض أو الهلاك، فحينها يكون من الجائز له الفطر، إلا أنه لا يفطر لمجرد شعوره بوهم أنه قد يمرض بل بعد أن تنال منه مشقة الصيام وتجهد الجسد.
فحُكم الإفطار في شهر رمضان بسبب العطش هو أمر غير جائز في الشريعة الإسلامية بوجه عام، أما إذا كان هذا العطش سيترتب عليه ضرر على صحة الصائم ليكون لابد له من الإفطار، فيجوز له الإطار مع قضاء هذا اليوم، إنما الإفطار في نهار رمضان لمجرد الجوع أو العطش الذي لا يترتب عليه أي ضرر على الصحة فهو أمر غير جائز على الإطلاق.
وفي ذلك قد قال ابن قدامة :”والصحيح : إذا خاف على نفسه من شدة العطش أو جوع أو نحو ذلك : فله الفطر”، كما جاء قول الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ” إذا خاف العطش ، لكن ليس المراد مجرد العطش ؛ بل العطش الذي يُخاف منه الهلاك ، أو يُخاف منه الضرر “، كما جاء قول الإمام النووي “قال أصحابنا وغيرهم : من غلبه الجوع والعطش ، فخاف الهلاك : لزمه الفطر ، وإن كان صحيحا مقيما ، لقوله تعالي : (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ، وقوله تعالى : (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ويلزمه القضاء كالمريض. والله أعلم” انتهى.
فيجب على المسلم حينما يفطر يوماً فيرمضان بسبب مشقة الجوع والعطش ونيّل الإجهاد منه أن يقضي صيام هذا اليوم، وفي حالة كان قد تعجّل وأفطر قبل أن يتعرض للمشقة ، فيتوجب عليه التوبة مما فعله وعدم الإقدام على ذلك الفعل مرة أخرى.
هل يجوز الإفطار في رمضان بسبب التعب
في حالة وصلت الحاجة إلى تناول المرء للطعام إلى القدر الذي يخشي فيه الإضرار بنفسه وصحته إن لم يفطر ويتناول الطعام أو الشراب أو يحدث تلف في الأعضاء أو حدوث مرض ما في جسمه، أو أنه يحتاج إلى أداء عمل ما ويتأثر شديداً لعدم القيام به ولا يُمكنه تأجيله حتى الغروب أو الانتهاء من أداءه دون الإفطار فلا حرج حينذاك في الإفطار، وذلك بشرك أن يأكل المسلم ما يُفطره من صيامه ثم يُمسك عن تناول الطعام والشراب ما تبقى من نهار رمضان، أما من أفطر عمداً فلا يجوز له الإفطار ويكون آثماً في هذه الحالة وعليه التوبة والاستغفار، لأن من بفطر في رمضان عمداً بدون عذر فقد أرتكب كبيرة من كبائر الذنوب، حيثُ قال علماء المسلمين عن هذا الأمر (وفي التَّبْيِينِ وَالصَّحِيحُ الذي يَخْشَى أَنْ يَمْرَضَ بِالصَّوْمِ فَهُوَ كَالْمَرِيضِ، وَمُرَادُهُ بِالْخَشْيَةِ غَلَبَةُ الظَّنِّ كما أَرَادَ الْمُصَنِّفُ بِالْخَوْفِ إيَّاهَا وَأَطْلَقَ الْخَوْفَ ابن الْمَلَكِ في شَرْحِ الجمع المجمع وَأَرَادَ الْوَهْمَ حَيْثُ قال: لو خَافَ من الْمَرَضِ لَا يُفْطِرُ)
حُكم من أفطر نهار رمضان بعذر
يجوز للمسلم الإفطار في نهار رمضان في حالة وجود عذر شرعي مثل السفر والمرض أو الدورة الشهيرة للنساء، ويكون عليه الإسراع في قضاء هذا اليوم واللحاق به بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر المبارك، وكذلك عقب زوال ما يمنعه من الصيام في نهار رمضان لمن أفطر بعذر شرعي، فيجب عليه الإسراع في قضاء الأيام التي أفطرها وعدم التراخي في ذلك، فعليك بصيام الأيام ليس فوراً ولكن بعدم التراخي حيثُ لا يجوز تأجيل أيام القضاء إلى شهر رمضان المقبل إلا لوجود عذر شديد يمنعك عن ذلك، ومن فعل ذلك دون عذر فسيكون عليه قضاء الأيام التي أفطرها مع دفع الفدية وهي إطعام مسكين من متوسط ما يأكله المسلم عن كل يوم يتأخر فيه عن الصيام، وقد جاء هذا القول في مذهب الإمام الشافعي، الإمام أحمد، الإمام مالك، وإن كان المسلم بطيئاً في اللحاق بأيام قضاء رمضان التي أفطرها إلى أكثر من شهر رمضان، فسيكون عليه دفع فدية إضافية غن كل رمضان مر عليه، ويعني ذلك أنه تزداد فدية قضاء رمضان عن كل يوم أخرّ فيه المسلم قضاء الأيام التي أفطرها وذلك بنفس عدد شهر رمضان الذي مرّ على تأخيره في القضاء، وهذا الأمر لا ينطبق على من أخرّ القضاء لوجود عذر شرعي يمنعه من الصيام، فحينها لا يكون عليه سوى القضاء وعدم دفع الفدية.
حُكم الإفطار في صيام غير رمضان
في حالة قيام المسلم بصوم إلزامي كتعويض عن الأيام التي أفطرها في شهر رمضان أو التكفير عن اليمين أو التكفير عن فدية الحلاقة في الحج،فإن حلق المحرم قبل الجواز وما نحو ذلك من صيام الإكراه، فلا يجوز له أن يقطع أيام الصيام إلا بوجود عذر شرعي، وكذلك هو الأمر لمن قام بفرض يلزمه إتمامه، ولا يجوز له قطع الصيام إلا بوجود عذر شرعي يسمح له بالأمر، وتكون المرأة المسلمة التي بدأت في تدارك الصيام ثم أفطرت في يوم دون عذر، وأخذت في ذلك اليوم فإنه لم يعد لها شيء يعد اليوم، وذلك لأن البر يوماً بعد يوم، إلا أنه يجب عليها التوبة والاستغفار من الله ـ عز وجل ـ وذلك لأن ما أصابه يوم صوم الواجب بغير وجود عذر.