كيفية برود الاعصاب

يمر الإنسان بالعديد من المواقف التي تجعله يتساءل عن كيفية برود الاعصاب ، نعم برود الأعصاب تلك الحالة التي تجعلك لا تُبالى أبداً، مهما كنت مُحاط بالأحداث والأمور الهامة، أن لا تُدقق في الأفعال، ولا تحاول البحث عما وراء الكلمات، أن تتعامل بسطحية مع الأمور، أن تكون مثل هؤلاء الذين يعيشون ببلاهة، لا يمنحون الأشياء حجماً أكبر من حجمها الطبيعي، ولا ينفعلون على أتفه الأسباب، فإذا كنت ترغب بذلك، فهذا المقال في الميدان نيوز أُعد خصيصاً من أجلك.

بالبرود تجتاز نصف مشكلات الحياة

مقولة أكاد أتفق معها بنسبة مائة بالمائة، فنعم البرود أحياناً يكون غاية يسعى إليها هؤلاء أصحاب النفوس الثائرة، والأعصاب المشتعلة، الذين يدققون النظر في التفاصيل، وينفعلون بأقل التصرفات، وتؤثر في أنفسهم أدق الملاحظات.

هؤلاء الأكثر مرضاً في الحياة، الذين تُرهقهم انفعالاتهم، وتؤذيهم عواطفهم، ويشغلون أذهانهم بالتفكير الطويل، في أمور يكاد غيرهم لا ينتبه لها من الأساس.

فيصلون إلى مرحلة الرغبة في تعلم برود الأعصاب، وذلك الأمر ينشأ من تراكم الكثير من الضغوط، والمشكلات. فيُحاولون البحث عن طريقة سهلة ليكونوا من أصحاب الأعصاب الباردة.

عليك مواجهة الواقع ببرود

هل فكرت يوماً أنك تمنح الآخرين اهتماماً أكثر من ذلك الذي تمنحه لنفسك ؟، هل راودك الشعور بالضيق عندما وجدت أنك الوحيد الذي يُرهق ذهنه في تحمل بعض الأعباء التي قد يكونوا هم من تسببوا بها؟، هل أخيراً توصلت إلى أنك تهتم أكثر من اللازم؟، هل استطعت أن تُلاحظ تعبك وسهرك وتفكيرك وتشتتك في الفترة الأخيرة على أمر ما قد لا يهمك من الأساس؟.

إن كانت إجابتك بنعم، فأنصحك يا عزيزي أن تتحلى بالبرود، نعم هو البرود الحل الوحيد، والمخرج الآمن، الذي سيجعلك أقوى في مواجهة العالم.

أن لا تتأثر بمشكلة فلان، ويُصيبك الألم على خسارة غيره، أن لا يهمك إن قالوا لك صباح الخير بوجه مبتسم أم عابس، إن سألوك عن حالك اليوم أو لم يهتموا، أن لا يُشغلك إن كانت أفعالك تعجبهم أم تثير غضبهم، أن لا تشغل بالك بالتفكير الزائد بمجرد وضع رأسك على الوسادة.

ولا تأخذ كلامي هذا على أنه تحريض على الأنانية، بل هو كذلك يا صديقي، فقدر بسيط من الأنانية يكون مفيد أحياناً، فإن كنت بالأنانية ستُريح عقلك وذهنك، وتشعر بالهدوء والراحة، إذاً فأهلاً بها.

كيفية برود الاعصاب

“عيش بارد تموت بصحتك” صدق من قال تلك العبارة، فأكدت العديد من الدراسات والأبحاث الطبية على أن أكثر المصابين بأمراض السكر وضغط الدم، هم هؤلاء المنفعلين، أما من يعيش الحياة، ولا يُبالي فهو الأكثر صحة، والأطول عمراً.

ولن أكذب عليك وأُخبرك أن تعلم البرود أمر سهل، بل هو صعب جداً، ويكاد يكون مستحيلاً، فتخيل معي الشخص العصبي الذي يتعرض للإهانة، أو الاضطهاد، أو تُعرض أمامه فكرة لا يوافق عليها، فهل سيتمكن من التحلي ببرود الأعصاب ؟، الأمر ليس بسهل أبداً، بل يحتاج إلى الصبر والمحاولة.

ومن أجل ذلك نُقدم لك الآن مجموعة من الوسائل التي تتمكن من خلالها أن تتعلم برودة الأعصاب، وهي :

النضج العقلي والفكري

  • من أهم الأشياء التي لابد من أن تتوافر بك هي النضج، أن تصل لمرحلة عمرية، وذهنية تتمكن من خلالها التحكم في أعصابك، وأن تترفع عن الأشياء الصغيرة التي كانت تُثير اهتمامك في الماضي.
  • أن تهتم بالتركيز على ذاتك، وعلى حل مشكلاتك، أكثر من اهتمامك بالآخرين، وبكل ما يصدر عنهم.

الصمت والتفكير المُتأني

  • الاندفاع في الرد، أو الحديث أثناء الانفعال ينتج عنه وقوعك في العديد من الأخطاء غير المقصودة، والتي قد تتسبب في توجيه اللوم إليك بعد ذلك.
  • لذا من الأفضل أن تتحلى بالصمت، وتُفكر جيداً في الكلام وترتبه ترتيباً منطقياً، قبل البدء بالنطق به.

التخلص من الشحنات السلبية

  • التعرض للمواقف التي تؤثر عليك نفسياً، وتُضر من حالتك وتُعكر من مزاجك، عندما تتراكم بداخلك حتماً ستؤدي بك إلى الانفجار.
  • لذا عليك التخلص من كافة الضغوط، والمشكلات التي تُعاني منها أولاً بأول، ويتم إفراغ تلك الطاقة السلبية من خلال التعرف على أصدقاء جدد، أو ممارسة الرياضة، أو سماع موسيقى معينة، أو التأمل في الطبيعة، فيمكنك القيام بأي شيء تفضله حتى تمنع تراكم الطاقة السلبية بداخلك.

لا تهتم بما يحدث حولك

  • اترك الأمر لصاحبه، فلا ترهق نفسك بالتفكير في أمر لا يخصك، ولا تشغل بالك بمن حولك، وذلك لأنك إن كنت مكانهم فلن يهتم أحد لأمرك، ولن يحمل بعض الهموم عن عاتقك.

لا تُحيط نفسك بالشخصيات العصبية

  • احرص على أن تجعل من البيئة المُحيطة بك، مصدر للهدوء والراحة والاستجمام، وتجنب الأشخاص العصبية المنفعلة دائماً، الذين يُزيدون من توترك وحدتك.
  • لا تُعطي الأمور حجم أكبر من حجمها الطبيعي
  • فإذا تعرضت لبعض المشكلات في العمل، فلا تحملها معك إلى المنزل، والعكس صحيح.
  • عليك الفصل بين حياتك الشخصية، والعملية، حتى لا يُشكل هذا الأمر ضغط كبير عليك.

وأخيراً نُذكرك بأن الإفراط في برودة الأعصاب قد يتسبب في خسارتك لبعض الأشخاص من حولك، فعليك التحلي ببرودة الأعصاب بلا إفراط، أو تفريط.

شاركونا بنصائحكم، وخبرتكم في التعامل بأعصاب باردة مع كل من حولكم، من خلال #الميدان نيوز على صفحتنا الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً