كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش

كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش

في البداية عليك العلم بأن البكاء أحد التفاعلات الإنسانية الطبيعية مع مختلف المواقف التي يتعرض لها المرء على مدار اليوم، فقد يُعبر البعض عن حُزنهم بالبكاء، كما أن البكاء هو وسيلة البعض الآخر في التعبير عن فرحته الشديدة لحدوث أمر ما، فالبكاء أحد صفات الطبيعة البشرية مُنذ القِدم ولكل شخص منّا لحظات ضعفه ومشاعره الخاصة به والتي له الحق في التعبير عنها كيفما يشاء، مادام أن بكاءه يُخرج ما به من مشاعر وطاقة سلبية قد تؤثر عليه سلباً مُستقبلاً، وتجد أن المحيطين بك قد يتعاطفون معك ويُقدرون سبب حزنك وبكاءك في بعض الأوقات، غلا أنه في أوقات أخرى قد يكون بكاءك مُحرجاً ومُثيراً لتساؤلات الآخرين، لتجد نفسك قد تضطر للبكاء أحياناً خلال نقاشك مع شخص ما، إلا أنه هنا يجب عليك تعلم كيفية السيطرة على مشاعرك لتجنب تساؤلات أو سخرية أو استهزاء الآخرين، وذلك ما يُمكنك فعله من خلال إحدى الوسائل الآتية:

  • الابتعاد عن الموقف :
    • فقد يكون الابتعاد عن الموقف الذي أثار فيك الحزن ودفعك للبكاء هو الحل الأمثل للقضاء على هذا الأمر، وهي طريقة جيدة للتوقف عن البكاء واستعادة التوازن النفسي، فالغضب الشديد أو الإحباط خلال المناقشة قد يدفعك للبكاء، لذا ساعد نفسك في العودة لاستقرارها من خلال الهدوء والابتعاد والجلوس في مكان ذو تهوية جيدة ومريح للجسم، فهذا من شأنه مساعدتك على استعادة السيطرة على أوضاعك النفسية.
  • منح فرصة لنفسك للتعبير والحديث:
    • عندما يكون التواصل مع الآخرين قد تبدأ بشكل غير صحيح من البداية مما تسبب في إثارة الغضب والإحباط، لذا عليك التعلم كيفية التعبير عن مشاكلك بوضوح ، وكيفية ضبط نفسك لتكون هادئاً حلال النقاش، فهذه الطريقة تبعدك عن اللجوء للبكاء خلال الحديث.
  • استخدام وسائل الإلهاء:
    • عليك باستخدام بعض وسائل الإلهاء مثل الضغط على الكرة المطاطية، أو إيجاد شيء موجود حولك للنظر إليه، فهذه فعال للغاية عند الشعور بأنك سوف تبكي، فتشتيت الانتباه هو وسيلة فعالة في دفع البكاء وكذلك التركيز على أداء مهمة أو نشاط آخر، أو التحدث مع شخص في الهاتف، وكذلك الاستماع إلى الموسيقى.
  • استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية:
    • حين الشعور بأنك سوف تبكي عليك محاولة استبدال الأفكار الذهنية السلبية التي تفكر فيها في الوقت الحالي بالأفكار الإيجابية، أو ربما تذكر موقف مضحك قد تعرضت له قريباً، فهذه الوسيلة من شأنها جعل الأمور أكثر سهولة، كما تساعدك في الابتعاد عن الرغبة في البكاء.
  • التنفس بعمق:
    • أبدأ في تنظيم عملية التنفس من خلال أخذ نفس عميق مع التركيز على التنفس ببطء وعمق وهدوء، فذلك يساعد على استعادة السيطرة على نفسك والتحكم في البكاء.
  • رمش العينين:
    • أبدأ في تحريك عينيك للأعلى والأسفل والوميض لإرجاع الدموع للخلف، فهذا يساعد عينيك على التوقف عن البكاء وذرف الدموع.
  • ممارسة التمارين الرياضية:
    • يساعدك ممارسة التمارين الرياضية في التوقف عن البكاء، فأداء مثل هذه التمارين يساعدك في إطلاق هرمون الإندروفين الذي يمنح الجسم شعور بالسعادة والرضا وتُشتت انتباهك عما يُسبب لك الإحباط والغضب بشكل كبير.
  • تناول كوب من المياه :
    • يساعد الماء في تهدئة الأعصاب وإرخاء عضلة الحلق التي تتحكم بقدر كبير في عملية ذرف الدموع، لذا تناول بعض الماء عندما تشعر بأنك ستبكي في الوقت الحالي، وفي حالة عدم توافر المياه يُمكنك ابتلاع الريق عدة مرات.
  • الثقة بالنفس:
    • حين الرغبة العارمة في البكاء عليك بتذكر قوتك وقدرتك على فعل الأمور مهما بلغت صعوبتها، وفي ذلك يُمكنك تشجيع نفسك من خلال بعض الكلمات الحماسية التي تُذكرك بمواجهة العديد من المواقف الصعبة قبلاً، وأن البكاء من الأمور الطبيعية لتفريغ تلك الطاقة السلبية الكامنة بداخلك، إلا أنه ليس الآن ولكن فيما بعد.

سبب البقاء عند النقاش

يُعد البكاء من الأمور الطبيعية التي يشعر المرء بالرغبة فيها في حالة الفرح الشديد أو الغضب الشديد أو الحزن وكذلك الشعور بالظلم أو الإحباط، فما البكاء إلا رد فعل طبيعي للغاية لحالة عاطفية قوية شعر بها الإنسان، ويجتاح الإنسان شعور بالإحباط والضيق حينما يكون غاضباً، لذا من الطبيعي أن يذرف الدموع بسهولة في أحد المواقف الآتية:

  • البكاء عند الشعور بالقلق الشديد تجاه أمر ما.
  • الحزن الكبير يُسبب البكاء ويحبس في النفس شعور بالغضب.
  • البكاء عند الشعور بالخوف الشديد.
  • الإحباط والغضب من أكثر المواقف الإنسانية التي تدفع الشخص للبكاء.
  • البكاء عند الشعور بسعادة غامرة لحدوث أمر غير متوقع.

كيفية التعامل مع البكاء بحكمة خلال النقاش

يجب التسليم بأمر أن الإنسان ما هو إلا نتيجة للتجارب الماضية التي مر بها طوال حياته، وتكون ردود أفعاله في المواقف المختلفة نتيجة لمواقف سابقة وتجارب خاضها في مواحل عمرية مختلفة، وقد يكون البكاء عند النقاش مع شخص مع يعود إلى تجربة سلبية سابقة في الجدال أو النقاش مع شخص أكبر عمراً أو في فترة الطفولة، وربما لا يذكر المرء كثيراً من تجاربه السابقة إلا أن ردود أفعاله العاطفية لا تزال حاضرة في نفسه وحياته، لذا يجد البعض مشكلة في المناقشة أو الحوار مع الآخرين.

والعمل الأفضل في هذا الأمر هو اليقين بأن المرء لا يُمكنه العودة إلى الماضي وإصلاحه، إلا أنه قادر على تجاوز ما مر به من تجارب ماضية من خلال أداء العديد من التجارب الإيجابية الجديدة، بحيث تتم هذه التجارب في أجواء موضوعية إيجابية دون أن يتم إسقاط ردود الفعل السلبية الماضية على المواقف الجديدة.

ولا مانع على الإطلاق من منح الإنسان نفسه لفرصة جديدة ومنحها بعض الوقت حتى تبدأ في التكيف مع الواقع، فلا بد من بعض الوقت لاستعادة الاتزان النفسي، واليقين بأنه لا يوجد هناك ما هو قادر على منك من الوصول إلى ما تريده فثقتك في نفسك والتفاعل الإيجابي مع الحياة يمنحك فرصة جيدة لتحقيق ما تريده بالكامل.

حل مشكلة البكاء السريع

يُعد البكاء من المشاعر والانفعالات البشرية الطبيعية التي لا مفر منها في الحياة، فلا يُمكنك القيام دوماً بكبح دموعك وخنق الآلية الطبيعية المتعلقة بالتنفيس عن مشاعر الغضب وغيرها من المشاعر السلبية في نفس الإنسان، فالبكاء يُمثل الخطوة الأولى في حل مشكلة الغضب وإيجاد السلام النفسي الداخلي والشعور بالراحة والهدوء خلال التعامل مع مصدر الإحباط والسوء، وحتى تتمكن من حل مشكلة البكاء بطريقة سريعة عليك باتخاذ بعض النصائح الآتية وتطبيقها:

  • عدم التردد في مشاركة ما تشعر به من مشاعر السوء أو ما يُقلق ذهنك في القوت الحالي مع شخص قريب منك.
  • الحديث عن المشاعر والآراء مع مجموعة من الأشخاص ذوي التفكير المنفتح ممن يتقبلون آراء الآخرين ويتناقشون حولها بعقلية وهدوء واتزان.
  • السماح للنفس بالبكاء والتعبير عن الحزن في بعض الأوقات حتى يتم إطلاق العنان للمشاعر في بعض الأحيان.
  • التنفيش عن المشاعر السلبية والغضب من خلال الكتابة أو الرسم.
  • مراجعة الأسباب التي تدفعك للبكاء بسرعة في أي وقت.
‫0 تعليق

اترك تعليقاً