كيف تعرف انك ماعاد تتالم من جديد، “كثرة الآلام غالباً ما تقتل الإحساس” تلك الحالة التي نُطلق عليها التبلد، والتي تشعر فيها ببرود شديد تجاه كل ما يحدث حولك، فإن انقلب العالم رأساً على عقب أنت لا تُبالى، فتتوجه إليك الكثير من الاتهامات بأنك شخص بارد الأعصاب، أو لا يمتلك المشاعر والأحاسيس، فلا تشعر بمن حولك، ولا تُقدر حجم الحدث وأهميته، إلا أنك ببساطه برئ من كل تلك التهم، لأنك عانيت بما فيه الكفاية لتصل إلى مثل تلك الحالة، ومررت بالكثير من أنواع الألم الذي أصابك بالتبلد، ومن خلال مقال اليوم على الميدان نيوز، سنتعرف على هذا النوع من الحالات النفسية التي قد يتعرض لها الإنسان بالتفصيل، فتابعونا.
كيف تعرف انك ماعاد تتالم
“الجميع يكتب عن الألم، على الرغم من أن الألم الحقيقي لا يُحكى”، نتحدث، نعمل، نكتب، نضحك، نتشارك جميع أمورنا، نرقص، نفرح، ننجح، نحزن، نخاف، ونبكي، دون أن يشعر أحد بآلامنا، نواجه، نعاتب، نصمت، نتحدث، نثور، فنحزن، فنُعاود الصمت مرة أخرى، تلك هي الحالات التي يمر بها الإنسان غالباً في الحياة.
على الرغم من أنه قد يظهر أمامك بأنه على ما يُرام، بل تجد أنه أفضل منك أحياناً، إلا أن ما يُخبأه عن الجميع ليس بهين على الإطلاق. يعيش أزماته، ويواجه مشكلاته، في صمت تام، دون أن يشعر به أحد، ويعزف هو الآخر عن مشاركة من حوله في كافة الأمور المتعلقة بهم، سواء كانت الحزن أم الفرح.
يعيش حياته مع نفسه تماماً، دون أن يلتفت إلى الآخرين، وما يصدر عنهم من أقوال أو أفعال، فتبدأ الاتهامات تتوجه إليه. فيُطلق عليه البعض أناني ومحب لنفسه، وغيرهم يقولون أنه منعزل وانطوائي، وآخرين إنه جاحد لا يرغب في أن يُشاركهم فرحتهم أو حزنهم.
هل تراه سيتأثر من تلك الكلمات؟، لا والله لن يؤثر به كلامهم على الإطلاق، بل أنه سيواصل تلك الحالة من للامبالاة التي اعتاد عليها منذ زمن بعيد. لن يعنيه كيف يراه الآخرين من حوله، وما هي الصورة التي تتشكل في أذهانهم عنه، كل ما يُفكر به الآن هو البُعد. البُعد عن كل شيء قد يؤثر على حالته النفسية، فتسوء إلى درجة أكبر من تلك التي يعيشها، يتجنب الاصطدام بالآخرين مرة أخرى.
فكم مرة تعلق بشخص وفارقه، كم مرة شارك الآخرين سعادتهم وحزنهم وتركوه وحيداً في أحزانه، وكم مرة حاول أن يندمج معهم ويشاركهم، فلم يلقى في النهاية سوى الألم.
وهناك العديد من العلامات التي يُمكنك من خلالها أن تعرف أنك ما عدت تتألم، وسنذكرها لكم في السطور التالية.
كيف اعرف أني كئيب
لا تستغرب عندما يُطلق عليك البعض أنك شخص كئيب، فهم لا يشعرون بحجم ما تُعانيه أنت، كل ما يروه منك أنك لم تعد تُبالي، ومن أهم العلامات التي يُمكنك من خلالها أن تعرف أنك كئيب كما يُطلق عليك البعض، أو أنك لم تعد تتألم:
تبلد الإحساس
- عدم القدرة على مشاركة الآخرين أفراحهم، أو أحزانهم، فإن حدث ما يُصيبهم لن تتأثر، وإن تعرضوا لحادث سعيد لن تشعر بالسعادة، فالحالتين عندك سواء.
اللامبالاة
- إذا وجه لك أحدهم كلام مشين، وبه استهزاء لن تهتم بالرد عليه، ولن تحزن من الأساس ولا أكذب عليك عندما أقول لك أنك قد لن تتذكر هذا الكلام إطلاقاً.
- ولن يختلف الأمر إن أبدى الجميع إعجابهم بك، وبشخصيتك، أو أثنوا عليك، فالمدح أو الذم لا يُفيد في تحفيزك، أو إحباطك.
الانعزال
- عدم الرغبة في مشاركة الآخرين كلامهم، وأحاديثهم، فهم في كل حال اعتادوا على أنك عضو غير مؤثر بينهم، فلم الانشغال بهم من الأساس.
النوم لفترات طويلة
- النوم هو أفضل وسيلة للهروب بالنسبة من يُعاني من تبلد المشاعر، فهو يجد في نومه راحة شديدة من كل ما يُعاني منه في الواقع.
اضطرابات في الشهية
- غالباً ما يتعرض هذا الشخص إلى اضطرابات حادة في الشهية، فيزداد إقباله على الطعام بشكل كبير، أو يفقد شهيته من الأساس ويعزف عن الطعام.
سوء الحالة النفسية
- يُعاني من حالة نفسية سيئة، فسرعان ما يبكي على أقل الأسباب، أو ينفعل داخلياً، دون أن يُعلن ذلك للآخرين.
صفات الشخص المريض نفسياً
- من المؤكد أن أعراض التبلد أو انعدام الشعور، هي حالة من حالات الأمراض النفسية، والتي تنتج عن كثرة الصدمات التي تعرض لها الإنسان في الحياة، والتي أصابته بالألم الشديد.
- فتعاقب الأحزان، خيبة الأمل في الأشخاص، أو الفشل المستمر ينتج عنه الشعور بعدم المبالاة، وهذا عرض من أعراض الاكتئاب.
- وعلينا أن لا نستهين بالأمر، فالاكتئاب في بعض الحالات يكون أقوى من السرطان، إذ سرعان ما يدفع صاحبه للتفكير في الانتحار وإنهاء حياته.
كيف تتخلص من تبلد المشاعر
هناك العديد من النصائح، التي يُمكنك من خلال اتباعها أن تتخلص من تلك الحالة على الفور، وهي:
- أن تُحيط نفسك بمجموعة من الأشياء التي تبعث في نفسك الطاقة الإيجابية، كالألوان المشرقة، وضوء الصباح وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تبعث في نفسك السعادة.
- أن تتخلص من جميع الأفكار السلبية، والذكريات المؤلمة التي تراودك دائماً، وتُحاول أن تُبدلها بلحظات سعادة جديدة تصنعها بنفسك.
- تكوين صداقات جديدة، والاشتراك مع العائلة في التجمعات الأسرية، والاستمتاع بتلك اللحظات.
- ممارسة الرياض، ولو لساعة واحدة على الأفل.
- زيارة الأماكن المحببة إلى القلب، كشواطئ البحر، والمتنزهات.
- ممارسة الأعمال اليومية، ومحاولة التخلص من أوقات الفراغ التي من شأنها أن تُزيد من حدة الاكتئاب.
- تناول الأطعمة المفضلة، وكذلك الأطعمة التي تُزيد من هرمون السعادة في الجسم، وسماع أنواع من الموسيقى الهادئة.
وفي النهاية إن كانت تلك الأمور السابقة لا تُجدي معك، فعليك أن تستشير طبيب نفسي، والذي سيوصي بمجموعة من العلاجات أو الجلسات النفسية، التي من شأنها أن تُقلل من حدة انعدام الإحساس، أو الاكتئاب.