من هم اشهر شعراء العصر الجاهلي

نزل القرآن الكريم ليتحدى به العرب عامةً؛ لذا تقد الالميدان نيوز مقالًا عن اشهر شعراء العصر الجاهلي ؛ فالعصر الجاهلي كان أقوى عصور الشعر العربية على الإطلاق، والله عز وجل كان يؤيد كل نبي من أنبيائه بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه، فسيدنا موسى أيده بالسحر؛ لأن قومه بارعون به، وعيسى عليه السلام كانت معجزته الطب؛ لأنه كانت حرفة قوم عيسى، أما النبي -صلى الله عليه وسلم-، قد أرسل الله تعالى في قومٍ هم أرباب الفصاحة والبيان؛ فأيده بالقرآن الكريم الذي كان معجزة كل زمانٍ ومكانٍ، فبلغة القرآن لا يُجاريها بلاغة من كلام العرب؛ وذلك لأن الفرق بين كلام الله عز وجل، وكلام العباد؛ كالفرق بين الله وبين العباد، فهيا معًا نتعرف على أشهر شعراء العصر الجاهلي.

من هم اشهر شعراء العصر الجاهلي

النقاد والعصر الجاهلي

إن النقد قد ظهر بظهور الشعر؛ وذلك لأن الشعراء قديمًا كانوا يُنقحون قصائدهم ويُهذبونها؛ حتى إن بعضهم كان ينظم القصيدة في عامٍ كامل، كان يكتبها في ستة أشهر، ويُراجعها ويُهذبها في ستة أشهر أخرى؛ حتى إنهم قد سموا بشعراء الحوليات؛ لأنهم ينظمون قصائدهم في عامٍ كامل، وظهرت في العصر الجاهلي أيضًا مدرسة عبيد الشعر؛ الذي كانوا يُهذبون قصائدهم، ويُراجعونها مرة تلو الأخرى، ويُعيدون النظر في أفكارها، ومعانيها، وأساليبها؛ حتى إن قصائدهم يحتار فيها النقاد؛ لروعة أدائهم فيها.

ومع ذلك فقد كان بعض النقاد يتصيدون الأخطاء للشعراء، ويقولون لهم: من الأفضل أن تقول كذا مكان كذا، وأن كلمة كذا غير مناسبة لهذا الموضع مثلًا، ومن تلك المناظرات الشعرية التي انتشرت في كتب الأدب العربي، مناظرة حسان بن ثابت قبل الإسلام مع الخنساء، والنابغة، فقد كانت الخنساء من أعظم شعراء العصر الجاهلي، واشتهرت الخنساء برثائها أخيها صخر، الذي كانت تُحبه حبًّا شديدًا، فقد كان للخنساء ثلاثة أولاد ماتوا في الحربن فلم تحزن عليهم كما حزنت على أخيها صخرًا، وقد قالت في رثائها له:

أعينيّ جودا ولا تبكيا                   ألا تبكيان صخر الندا

ألا تبكيان الجواد الجميلا                ألا تبكيان البطل السيدا

وهذا إن دل فإنه يدل على عظيم حب الخنساء لأخيها صخرا، فهي تأمر عينيها أن تبكيان بكاء شديدًا على أخيها صخر؛ لأنهما إذا لم يجودا بالبكاء على أخيها صخر على من سيجودا؟

النابغة الذبياني وحسان بن ثابت

وقد كان حسان بن ثابت جالسًا مع الخنساء، والنابغة الذبياني؛ فقال النابغة للخنساء: إنك لأشعر الناس، فقال حسا: بل أنا أشعر منك ومنها، فقال النابغة؛ حيث تقول ماذا؟، قال: حيث أقول:

لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى                      وأسيافنا يقطرن من نجدة دمًا

فقال النابغة الذبياني: إنك لشاعر، ولكن قلت من جفانك، أي أنه قد جمع الجفن جمع مؤنث سالم، ولو أنه جمعه جمع تكسير لكان أفضل، وقلت: يلمعن في الضحى، والضحى في النهار؛ فاللمعان لا يكون واضحًا، ولو قلت: يبرقن في الدجى لكان أفضل، وقلت يقطرن، وفي هذا دلالة على عدم إزهاق الدماء، وما دام ليس هناك دماء؛ إذًا ليس هناك قتلى، فكيف تصف بالشجاعة، وليس هناك الكثير من القتلى، ولو قلت: يجرين؛ لكان أفضل؛ وهذا غن دل فإنه يدل على وجود النقد منذ أن قيل الشعر، ولكنه لم يكن علمًا كما هو عليه الآن، وإنما كان لمحات بسيطة يقضيها ذوق الناقد؛ فيُرشد الشاعر إلى تجنبها؛ فالعرب كانوا أهل ذوق عالٍ.

أشهر شعراء العصر الجاهلي

وقد اشتهر في العصر الجاهلي الكثير من الشعراء الفحول الذي لا زال شعرهم موجودًا حتى الآن، ومن أشهر هؤلاء الشعراء الذين ظهروا في العصر الجاهلي شعراء المعلقات، والمعلقات هي من أنفس ما قاله العرب؛ فقد سُميت المعلقات بهذا الاسم؛ لأنها كانت تُعلق على أستار الكعبة، وقيل: إنها كانت توضع في خزائن الملوك، وأصحاب المعلقات سبعة منهم: امرؤ القيس، وعنترة بن شداد، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سُلمى، وغيرهم.

امرؤ القيس

وكان من أعظم الشعراء في تاريخ الأدب العربي، ولقد كانت حياة امرؤ القيس مرفهة جدا؛ لأنه كان بن ملك؛ فمعظم أشعاره التي يقولها؛ كانت في الغزل الفاحش، والمجون، وغيرها من ألوان الشعر التي تتعلق بالتغزل في النساء، وقد قتلت قبيلة أبو امرؤ القيس، وأقسم أنه لن يرتاح له بال؛ حتى يقتص ممن قتلوا أبيه، وظل يُسافر من بلد إلى بلد، ويستنجد ببعض القبائل؛ حتى لاقى مصرعه.

عنترة بن شداد العبسي

ولقد كان شداد العبسي هو زعيم قبيلة عبس، وقد تزوج شداد بامرأة؛ فأنجب منها عنترة، وكان عنترة عبدًا، وأحب ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن والدها قد رفض زواجه منها، وذلك لأنها ابنة سيد وهو عبد، ولكنه كان أشجع أهل العرب، وكان حاميا لعرض قبيلته؛ مع اعترافهم به، وظل هذا الوضع إلى أن جاء رجل لخطبة ابنة عمه، ووافق أبوه؛ فقرر عنترة ترك هذه الأرض، والذهاب إلى أرضٍ يُقدر فيها أفضل من هذا التقدير، ولكن عمه قد طلب ممن يتزوج بابنته أن يقدم لها مهرًا مائة ناقة من النوق الحمر، فذهب عنترة ليبحث عن النوق الحمر، ورجع بعض فترة من الزمان بمائة ناق من النوق الحمر؛ حتى يتزوج بابنة عمه.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً