من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به

من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به

إن الإلمام بمعاني ومقاصد الأحاديث الشرعية وما تتضمنه في ثناياها من الأمور الواجبة على العبد لمعرفة الأحكام الشرعية، وكيفية التعامل مع مختلف المواقف اقتداءً بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، فلم يترك لنا الإسلام أمرًا إلى وأوضحه بالأدلة والاستشهادات الشرعية، إلى جانب الحرص على رؤية شرح الأحاديث من كبار علماء المسلمين الموثوقين؛ وفي هذا الشأن نجيب على سؤال من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به؟

  • ذو الرحم الكاشح هو الشخص القريب الذي يكون حاملًا لضغينة وكره وبغض في داخله لأحد أقربائه، مع إظهار الحب أمام من يكره.
  • فيكون مترقبًا لجميع أوامر وأفعال قريبه، في كل شاردة وواردة، ويكون السبب في ذلك هو الكره والغيرة الكامنة بداخل قلبه تجاه قريبه.
  • بالتالي قد يتسبب لقريبه بالأذى بإحدى الأشكال، لذا ينبغي على قريبه أن يقابل سيئته بالحسنة، ويعامله بالحسنى توددًا له، وترقيقًا لقلبه.
  • وقد حثّنا الدين الإسلامي على ذلك، فهو دين اليُسر والمسامحة، وفي ذلك ورد حديثٌ نبويّ شريف.

أفضلُ الصدقة على ذي الرحم الكاشح الدرر السنية

  • حديث “أفضَلُ الصَّدقةِ الصَّدقةُ على ذي الرَّحِمِ الكاشحِ” هو حديثٌ ضعيف لا ينبغي علينا الاستدلال به، وذكر أن من قام بروايته أبو أيوب الأنصاري، وحكيم بن حزام.
  • إلا أن المقصد صحيح وهو معاملة الإنسان الحامل في قلبه كراهية لقريبه بالحسنى حتى يرقّ قلبه.
  • فالكاشح هو الشخص الذي يُخبئ العداوة في باطنه، على الرغم من إظهاره المحبة والود لقريبه، لكن من وراء قلبه، فهو لا يريد له الخير عكس ما يُظهر.

الواجب على المسلم تجاه ذي الرحم الكاشح

في إطار الإجابة على من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به؟ نتعرف على الأسلوب الأمثل المطابق للشريعة الإسلامية في مواقف التعامل مع ذي الرحم الكاشح، والذي يتمثل فيما يلي:

  • الاقتراب بالمعاملة الطيبة التي ترقق قلبه؛ فذلك من هدي نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، حيث أخبر أنها أثقل الأمور في ميزان المؤمن يوم القيامة.
  • المبادرة بالصدقة، والمعاملة الحسنى، وإعطاء المنح والهدايا بين وقت وآخر.
  • السعي في توجيهه نحو الطريق الحق والصواب والخلق الحميد، وحثّه على تجنب فعل الرذائية وحمل الحسد والكراهية في القلب.

فضل صلة الرحم

في إطار معرفة من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به؟ وما مدى صحة الحديث، نعرض بصورة عامّة الفضل الذي جعل صلة الرحم واجبة على المسلم، فهي تعود عليه بالمنفعة في الدين والدنيا، وحتى وإن كان الشخص القريب يدخل ضمن صنف ذي الرحم الكاشح إلا أن المسلم يقوم بالأعمال الصالحة لأجل نفسه وآخرته أولًا، وتتمثل إيجابيات وفضل صلة الرحم فيما يلي:

  • صلة الرحم من علامات إيمان العبد بربّه وباليوم الآخر؛ ففي الحديث “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ” (حديث صحيح).
  • صلة الرحم من الأسباب الرئيسية لدخول الجنة؛ “أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقالَ القَوْمُ: ما له ما له؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أرَبٌ ما له فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا قالَ: كَأنَّهُ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ” (حديث صحيح).
  • هي من أسباب علوّ المنزلة للعبد، وارتفاعه في نظر رحمه، وزيادة محبتهم له.
  • حيث إن صلة الرحم من الأسباب الرئيسية لانتشار الحب والودّ بين المسلمين، لما تحمله من الدلالة على نقاء قلوب الأقارب وتراحمهم.
  • صلة الرحم دلالة على اجتماع الكثير من الفضائل في نفس واصل الرحم؛ فهي تشير إلى وفائه، وكرمه، وغير ذلك.
  • تعد صلة الرحم من المحاسن والطاعات التي أمرت بها الشريعة الإسلامية، والتي أشارت الأدلة إلى عظمة مكانتها في تراحم الأمة وترابطها وتآلفها.
  • تزداد بركة العبد في عمره ورزقه نتيجة وصله للرحم؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” (حديث صحيح).
‫0 تعليق

اترك تعليقاً