تزامناً مع الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك والذي هلّ على الأمة العربية والإسلامية بالخير وردتنا العديد من التساؤلات بشأن هل تطعيم كورونا يفطر ؟ وهل تلقي اللقاح الواقي من كورونا يُفسد الصيام في نهار رمضان ، فالمسلمون حالياً يستعدون لصيام الشهر الكريم في أجواء يسودها أنباء انتشار الفيروسات والأوبئة حول العالم، وهو الوقت ذاته الذي تسابق فيه الحكومات الزمن لضمان حصول الجميع على لقاح فيروس كورونا، حيثُ تستمر عمليات التطعيم في مختلف البلدان العربية والإسلامية للحد من انتشار فيروس كورونا ، فما حُكم تلقي لقاح كورونا في نهار رمضان ذلك ما سنتعرف عليه تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
هل تطعيم كورونا يفطر
أشارت العديد من الهيئات العلمية والإسلامية في مختلف البلدان العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ممثلةً في دار الإفتاء وكذلك دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف بأن الحصول على لقاح كورونا في نهار رمضان عن طريق الحقن بالإبر في العضد (الذراع) لا يُفسد صيام المسلم ولا يُفطره ، وذلك لأن اللقاح قد دخل إلى الجسم من خلال الجلد وليس للجلد أي منفذ إلى الجوف والحلق، لذا لا يُمكن للقاح الوصول إلى الفم أو المعدة لإفطار الصائم، وقد أشار بعض العلماء تأكيداً على هذا الرأي مع اقتراح تأخير تعاطي اللقاح فيما يعد وقت الإفطار إن كان هذا ممكناً، وذلك لما قد يحتاج إليه الصائم من علاج أو تغذية عقب تلقي اللقاح.
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإمارات
أوضحت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة في فتوى لفضيلة الشيخ د. ثقيل بن ساير الشمري (رئيس اللجنة الشرعية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية) في الفتوى المتعلقة بحُكم أخذ لقاح كورونا في نهار رمضان، بأن اللقاح لا يصل إلى الجوف وذلك لأنه يؤخذ في العضل ولا يُمكن وصوله للجوف من أي طريق معتاد، كما أنه ليس مُغذياً، لذا فصيام المسلم صحيح في حال أخذ لقاح كورونا في نهار رمضان.
كما أضافت الوزارة أنه في حالة حاجة الصائم إلى أخذ اللقاح في نهار رمضان فلا حرج عليه، فالحقن التي يتم أخذها تحت الجلد أو في العضل أو الوريد لا يُمكنها التأثير على صحة الصيام لكونها غير مغذية، لذا أجازت لجنة الفتوى في الوزارة تلقي لقاح كوفيد ـ 9 في نهار رمضان للصائم.
هيئة الإفتاء في وزارة الأوقاف الكويتية
من جهة أخرى فقد أصدرت هيئة الأفتاء في وزارة الإفتاء الكويتية فتواها بشأن جواز تلقي لقاح كوفيد ـ 9 في نهار رمضان، وذلك في قولها “لا يفطر الصائم، ولا بأس من أخذه في نهار شهر رمضان”، حيثُ كانت وزارة الصحة الكويتية قد طالبت مؤخراً بصدور فتوى شرعية من الهيئة الدينية العليا في البلاد بشأن حكم الحصول على حقنة لقاح كورونا خلال الصيام في نهار رمضان، لتُفيد هيئة الإفتاء بأن التطعيم جائز ولا يُمكنه أن يُفسد الصيام البتة.
دار الإفتاء السعودية
وبشأن الحصول على لقاح كورونا في نهار رمضان فقد صدرت فتوى من الشيخ عبد العزيز آل شيخ ( مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء في المملكة) والتي أوضح خلالها أن لقاح كورونا لا يفسد الصيام وليس مفطراً للصائم، مع الإشارة إلى إلى أن لقاح كورونا ليس مفسداً للصيام وذلك لأنه ليس كالطعام والشراب، ولكنه لقاح واقي من مرض يتم أخذه عن طريق العضل لذا فهو ليس بمفطر للصائم.
كما أشار الشيخ عبد الكريم الخصاونة إلى أن إقامة التجمعات العائلية خلال شهر رمضان تكون مخالفة وغير جائز في حال ترتب عليها ضرر أو مخالفة للقانون، مع الإشارة إلى إمكانية التواصل الإلكتروني في حال الرغبة في التواصل مع المقربين، مشيراً إلى أن التجمعات الكبيرة التي تحدث في المناسبات الاجتماعية قد تؤدي لزيادة حالات الإصابات لذا على الجميع أخذ الحذر والحيطة والالتزام بالقوانين التي تستهدف المحافظة على صحة وسلامة الجميع.
الأزهر الشريف
قام الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية بإصدار فتوى عبر موقع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والتي جاء فيها أن لقاح كورونا لا يفطر المسلم الصائم في نهار رمضان، مضيفاً أن لقاح كورونا يدخل إلى الجسم في هيئة تطعيم بالحقن في العضل وليس من خلال الفم، مع الإشارة إلى أن جميع لقاحات كورونا المُنتجة عالميا ( فايزر ـ سبوتنيك V ـ موديرن ـ … ) وغيرها من التطعيمات تعمل من خلال الحقن على تحفيز جهاز المناعة وتقويته وتجهيزه للتعامل في حال وصول فيروس كورونا إلى الجسم.
وقد تابع مركز الأزهر العالمي في فتواه أن اللقاحات والتطعيمات التي يتم حقنها في جسم الإنسان لمواجهة عدوى أو مرض لا تُعد طعاماً ولا شراباً، ويتم تعاطيها من خلال الحقن بالإبرة في ظاهر البدن، وهو ليس بمنفذ طبيعي معتاد مثل الفم أو الأنف (منافذ مفتوحة ظاهرة في جسم الإنسان) لذا فإن لقاح كورونا لا يُفطر الصائم به، وذلك لأن من شروط فساد الصيام وصول الطعام أو الشراب إلى داخل الجوف من خلال منفذ طبيعي مفتوح ظاهراً حسياً.
دار الإفتاء المصرية
وبهذا الشأن فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن لقاح فيروس كورونا مثله مثل أي لقاح أخر يتم أخذه من خلال العضل، لذا فهو لا يُفطر الصائن في نهار رمضان، حيث جاء في تصريح للدكتور خالد عمران (أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية) أن : “لقاح كورونا، كشأن الأمصال واللقاحات والحقن تحقن في العضل، أو الوريد، لا تفطر الصائمَ إذا أخذها في أي موضعٍ مِن مواضعِ ظاهرِ البدنِ، وسواء كانت للتداوي أو التغذية أو التخدير”.
كما أوضح عمران في استكمال لحديثه : ” لأنَ شرط نقض الصوم أنْ يصِلَ الداخلُ إلى الجوف مِن منفذٍ طبيعي مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، والمادة التي يُحقَن بها لا تَصِلُ إلى الجوف أصلًا، وإن وصلت فإنها لا تدخل مِن منفذ طبيعي مفتوحٍ ظاهر حسًّا، فوصولها إلى الجسم مِن طريق المَسام لا ينقض الصوم ” .
دار الإفتاء التونسية
وفي دولة تونس فقد أشار مفتي البلاد الشيخ عثمان بطيخ أن لقاح كورونا لا يُمكنه أن يكون مفطراً للصائمين في نهار شهر رمضان المبارك، مع الإشارة إلى أنه سيخضع للحصول على اللقاح خلال نهار رمضان، حيثُ قال الشيخ في أحد التصريحات الإذاعية أن لقاح كورونا لا يُفطر الصائم في نهار رمضان، وذلك لأن اللقاحات لا يُمكن النظر إليها باعتبارها طعام أو شراب، مع التأكيد على أنه سيتم صدور فتوى رسمية في البلاد بشأن هذا الأمر.
وفي الشأن ذاته فقد أكد مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ أنه قد قام بالفعل بالتسجيل في منظومة إبفاكس المتخصصة في الحصول على لقاح كورونا في تونس، مع الإشارة إلى أنه سيخضع للتطعيم في نهار رمضان وذلك لطمأنة الشعب التونسي حول الأمر.
وقد كان مفتي تونس قد أوضح في حديث سابق أن ضحايا فيروس كورونا المستجد يُمكنهم أن يكونوا شهداء، مع جواز تخصيصي أموال الزكاة والحج لمكافحة فيروس كورونا، مع صحة التبرع بأموال العمرة والحج للصناديق الوطنية المخصصة لمكافحة الوباء في البلاد.