هل حورية البحر حقيقية

يتساءل الكثير هل حورية البحر حقيقية ؟ تحتوي البحار والمحيطات على الكثير من الكائنات الغريبة والغامضة، منها ما اتخذه الناس أساطير تحاكوا بها لقرون وقرون، وانتشرت تلك الأساطير بكثرة في المدن التي تقع على ساحل البحر، وأصبحت حورية البحر أو عروس البحر قصة تُروى للأطفال بنماذج مختلفة، ساعدت على تنمية خيالاتهم، ومحاولة تكوين شكلًا محددًا لهذا المخلوق الأسطوري، كما أن هناك العديد من الأفلام السينمائية التي دارت قصتها حول عروس البحر، ويُعد الشاعر اليوناني القديم هوميروس هو أول من كتب عن أسطورة حورية البحر، ولكن ما هي قصة حورية البحر؟ وهل هي حقيقية؟ سنوضح ذلك من خلال سطور هذا المقال على الميدان نيوز.

هل حورية البحر حقيقية

قيل عن حورية البحر أو عروس البحر أنها كائن بحري، تجمع في شكلها بين صفات الإنسان وصفات الأسماك، فالنصف الأعلى من جسمها يشبه جسم الإنسان، أما النصف الأسفل فهو على شكل جسم سمكة وبالتحديد الذيل، متصلًا بالنصف الأعلى.

  • وللإجابة على السؤال عنوان المقال حول حقيقة وجود حورية البحر، تجدر الإشارة إلى أنه ليس هناك أي دليل علمي يثبت وجود حورية البحر، فهي لم تكن موجودة سوى في الأساطير القديمة والملاحم الشعرية، وتحدثت عنها عدة أفلام وثائقية.
  • ولقد اشتهرت حورية البحر في التاريخ الأوروبي، والذي صورها بأنها امرأة شديدة الجمال، بلا روح ولها قدرات سحرية، وتحب الموسيقى والغناء، وتغني حتى تستدرج البحارة ليقعوا في حبها، أو حتى تغرقهم في البحر، غير مُخلدة ولكنها تعيش لفترات طويلة، وتستطيع التنبؤ بأحداث المستقبل.
  • ومما كان يُشاع قديمًا، أنه عندما كانت تطول فترة إبحار البحارة؛ كانت تأتيهم حالة من الهذيان، فيتخيلون أن خراف البحر هي حوريات جميلة الشكل على هيئة فتيات، فقد تخيلوا النساء في جميع ما رأوا لأنهم لم يروهن منذ فترة طويلة، وتخيلوا أنهن يمتلكن ذيول الأسماك لأنهم ظلوا في البحر لفترة طويلة أيضًا.
  • وهناك ثقافات أشارت إلى حورية البحر رمزًا للحياة والخصوبة في مياه المحيط، وثقافات أخرى أشارت إلى أنها رمزًا للعواصف والكوارث، وإذا رآها صياد أو بحار، فهي تتسبب في وفاته.
  • وفي معهد مينيابوليس للفنون يوجد منحوت خشبي على شكل حورية البحر، وقد رويت روايات في أفريقيا عنها بأنها تعطي الإحسان، وتتسبب في الشفاء، وتمنع وقوع الكوارث الطبيعية، لذلك كان هناك من يعبدها.
  • ولقد بدأ انتشار الأساطير عن حوريات البحر منذ القرن السابع عشر، وأصبحت جزءًا من الهوية الثقافية وتقاليد الناس في تلك الحقبة.
  • ومن الاعتقادات التي سادت في القرن التاسع عشر، أن حورية البحر هي شبح كل فتاة ماتت غرقًا، وهو ما أدى إلى وجود شر نتيجة الحزن والغضب، فكان أي شخص يسقط إلى الماء كانت توصله في مقبرته بالماء.

ظهور حورية البحر

لتعدد الروايات حول رؤية حورية البحر في الأساطير القديمة؛ فلقد ظن الكثير من الناس أنهم رؤوها في الحقيقة بالفعل.

  • من الروايات التي انتشرت بشدة حول رؤيتها، تلك التي رواها كريستوفر كولومبوس في عام 1492، حيث وصفها بأن لها شكل يشبه السمكة، ووجه كروي.
  • لكن أشارت الوقائع إلى أن ما ظهر لم يكن سوى خوف البحر، وكان مكان ظهوره في أمريكا الشمالية.
  • تلك الوقائع التي دعمها العلم، لأن حيوان خروف البحر يمتلك ذيل مسطح يشبه الذيل الذي تمتلكه حورية البحر، وجوز من الزعانف تشبه اليدان القصيرتان.
  • على جانب آخر، أشارت أراء أخرى إلى إمكانية صحة تلك الرواية، نظرًا لأنه لا يمكن الخلط بين فتاة جميلة لها ذيل، وخروف البحر ذو الحركة البطئية.
  • لكن ما جعل البعض يمكن أن يظن أن خروف البحر هو حورية البحر، هو أن رؤية هذا الحيوان كانت في الماء دائمًا ومن مسافات بعيدة، فلا يظهر من بعيد سوى بعض أجزاء من الجسم فقط، وبالتالي لا يكون من السهل تحديد هوية المخلوق الذي يظهر بين أمواج البحر.
  • من البحارة الذين تحدثوا عن رؤيتهم لحورية البحر ما قاله جون سميث بأنه شاهد حورية البحر، ولكنه قال بأنها لم تكن جميلة، ووصف ملامحها بأن أنفها صغيرًا وعيونها واسعة، وشعرها طويل لونه أخضر
  • إلى جانب ما قاله القرصان الإنجليزي إدوارد تيك، بأنه رأى عدة حوريات للبحر، خلال إبحاره إلى جزر الهند الغربية.
  • من القصص الأخرى المتداولة عن حورية البحر تلك التي انتشرت في عام 295 قبل الميلاد، عندما توفيت شقيقة الإسكندر الأكبر، ولكنها قبل وفاتها تحولت إلى عروس للبحر، وكانت تعيش في بحر إيجة، وكانت تمر على الناس تسألهم عن أخيها وهل هو حي أم لا، فكانوا يجيبونها بأنه لا زال على قيد الحياة ولقد احتل العالم، وبالتالي توافق على عبور سفينتهم، وإذا كانت الإجابة لا ترضيها؛ كانت تجعل العواصف تهب عليهم وتقضي على سفينتهم وتفتك بهم.

حورية بحر حقيقية ترعب زوار الشاطئ

  • من القصص التي تداولها الناس عن حورية البحر، أنه في ليلة ما كان هناك مجموعة من المصطافين الذين يجلسون حول البحيرة ومنهم من كان يسبح فيها، وفجأة ظهرت أضواء قوية كان مصدرها من البحر، وتسارعت حركة البحيرة بشكل أرعب زوارها.
  • للرعب الذي أصاب زوار البحيرة، فقد خرج كل من كان يسبح فيها، ووقفوا أمامها يراقبون المشهد، يترقبون ما يمكن أن يحدث، وخلال لحظات الترقب، جالت في خواطرهم اعتقادات بأن البحيرة سوف تخرج وحشًا مفترسًا.
  • بعد بضعة دقائق انشقت البحيرة، وخرج منها كائن غريب، ظهر من أسفل الماء فبدا نصفه الأعلى، والذي وُصف بأنه فتاة عارية جميلة وشديدة الأنوثة، وبعدما خرجت من البحيرة، ظهر نصفها الأسفل الشبيه بذيل سمكة.
  • ظل الناس يحدقون بدهشة في هذا المخلوق الذي ظهر، والذين تذكروا فور رؤيته حوريات البحر التي تحاكت بها قصص ألف ليلة وليلة وغيرها من الأساطير الأخرى.
  • هلل الناس وصاحوا وهربوا سريعًا بعيدًا عن شاطئ البحيرة، لتبقى تلك القصة من القصص التي كان ولا يزال يتداولها الناس، حول هذا المخلوق الأسطوري.
  • هناك من الناس من اعتبر تلك القصص ما هي إلا خرافات ليس لها نصيبًا من الحقيقة، والبعض يرى أنها حقيقة لن يتداولها الناس إلا إذا كان لها أساس.

هل حورية البحر من الجن

من الأقاويل التي انتشرت حول حقيقة حورية البحر بأنها نوعًا من الجن الذي يسكن البحر، وذلك ما ستدور حوله هذه الفقرة.

  • لقد دُعمت تلك الأقاويل بالعثور على العديد من حوريات البحر، ولكنها كانت ميتة لأنها الصورة الأخيرة التي تحولت إليها، وعجزت عن العودة لشكلها الطبيعي كما خلقها الله هو شكل الجن، وذلك لأن الجن يتشكل على الشيء الذي يموت عليه، ولا يمكن بعد الموت أن يعود إلى شكله الأصلي.

حقائق عن حوريات البحر

  • يُعد نص “سجل الأشياء الغريبة” والذي تمت كتابته في بداية القرن السادس الميلادي، هو أول ظهور لتوثيق حوريات البحر.
  • كما أن ملحمة هوميروس المكتوبة في الفترة 675-725 قبل الميلاد تناولت حوريات البحر، فالكثير من الرجال كادوا أن حياتهم وغرقوا في البحر بعدما أغرتهم حوريات البحر بغنائها، ولكنهم هربوا قبل أن يلحق بهم أي ضرر.
  • وفي عام 1000 قبل الميلاد ظهرت أسطورة حوريات البحر في آشور، وتناولت تلك الأسطورة تحول الآلهة أتارجاتيس إلى حورية بحر، بعد أن قُتل عشيقها وقفزت في البحر من شدة الخجل، ولم تتخذ الشكل الكامل للسمكة، ولأنها جميلة، فقد تحولت إلى حورية بحر، ولقد عُرفت في الأساطير اليونانية باسم الآلهة ديركيتو.
  • على الرغم من أن حوريات البحر مخلوقات خيالية لا علاقة لها بالواقع؛ إلا أن من أدعى بالعثور على بقايا هيكل عظمي على أحد الشواطئ بإنجلترا، والتقط لها عدة صور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت تفاعلًا كبيرًا بين رواد تلك المواقع، منهم من صدق بأنها عروس البحر، ومنهم من كذب تلك الرواية، إلى أن تم التوصل إلى وجود فريق يصنع مجسمات مخيفة.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أجبنا من خلاله على سؤال هل حورية البحر حقيقية؟ كما أوضحنا أساطير حورية البحر والروايات المتداولة حولها، تابعوا المزيد من المقالات على الالميدان نيوز العربية الشاملة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً